3 دقائق للقراءة
بعد أن زرت أهل الله في السينغال، من طوبى الشيخ الخديم إلى فاس توري وآل الشيخ عبد العزيز، ثم كلوخ الشيخ ابراهيم نياس، وتيواون الحاج مالك سي، وأيام مع الطيبين في داكار، ولقيا للكثير من أحفاد أهل الله ومن العلماء والمحبين، ثم بعد موسكو وكازان ثم بلغار في تتارستان، حيث احفلت بالمولد مع مفتيها الشيخ كامل سعيد الله ونخبة من المسؤولين من رئاسة الجمهورية والمشايخ والإدارة الدينية ومفاتي عدد من دول روسيا الاتحادية، ثم اسطنبول حيث زيارة رواق الامام الرفاعي ولقاء آخر مع أخي وصديقي الحبيب الشيخ السيد أحمد عجان الحديد الرفاعي، مضيت إلى مدينة أزورها للمرة الثالثة، ولم تتمكن الساعات السبع في الطائرة، ولا عدم النوم إلى لساعة أو أقل خلال أربعة أيام من السفر المتتابع، من منعي من المضي مباشرة من المطار إلى موعد متجدد مع أخي وصديقي الشيخ السيد سيف الدين أحمد الحسني والحسيني القادري المبجبندري، حفيد الصالحين من أبيه السيد معين الدين وأجداده خير البشر وغلام الرحمن وأحمد الله وصولا إلى جده عبد الرزاق بن الغوث الأكبر سيدي عبد القادر الجيلاني إلى جده الإمام الحسن بن الإمام علي وفاطمة الزهراء بنت الحبيب الذي أقطع أصقاع الأرض من برد روسيا القارس إلى بنغلاديش وطقسها الحار لأحتفل مع عشاقه بمولده عليه وعلى آله صلاة ربي وسلامه.
في دكا التي أحبها ومكثت فيها أكثر من شهر في رحلتي الماضية (مع زيارة سيلات مدينة ولي الله الكبير حضرة الشاه جلال (جلال الدين اليمني) وكوكس بازار حيث مخيمات الروهينغا وتشوتاغونغ ذات الميناء العظيم ومجبندر مدينة الصالحين)، في المدينة العامرة المزدحمة كان الموعد الثالث لي مع الاحتفال بمولد الحبيب الأعظم، وبرفقتي الداعية الامريكي الغاني الكبير صديقي الشيخ أحمد التجاني بن عمر، ولا يمكن للكلمات وصف مع شعرت به وأنا أتقدم مع الشيخ التجاني بن عمر مسيرة مليونية في حب وعشق الحبيب، وأرى كل هؤلاء العشاق مع شيخهم السيد سيف الدين يضجون حبا لحبيب رب العالمين، وكأن شوارع دكا وقد وقف آلاف الناس على جوانبها يهللون ويصورون بحب ويومئون بسعادة، وكأن تلك الشوارع كانت تتمايل طرب تحت وقع الأقدام التي لا يحركها سوى العشق المحمدي المتدفق كنهر عظيم من البشر.
لقد كان والله شرفا عظيما ان اتقدم هذه المسيرة المليونية مع اخي الشيخ احمد التجاني بن عمر، في حب رسول الله والاحتفال بمولده.
إنها مسيرة محبة، وحسن اتباع، وهي على ما هي عليه من نظام وقوة، صفعة أخرى لكل من ينكر علينا الاحتفال بالمولد، لكل أولئك الحقراء الذين يكرهون النبي وآل بيت النبي وكل من يعشق النبي، ثم يخرجون على الناس يكذبون ويرجفون ويقولون إنكم تأتون بدعة وتقترفون شركا، وينشرون بين المسلمين أراجيفهم التي لا يخفى عن عاقل أنها نابعة من حقدهم ومرض قلوبهم.
الفرح بمولد الحبيب لا يكون إلا في قلب سليم، ولا يذوق لذته محروم وشقي، هو فرح الكون وابتهاجه بمولد من لولاه لما عرفنا الله.
وهذه شعوب الأرض تحتفي به، كيف لا وقد هداها إلى جنات الرضوان، وعرفها معنى الايمان، بعد أن كانت في ضلال.
أمم الدنيا المؤمنة المحبة تحتفي به، وها أنا أشهد احتفاء ومحبة أهل تتارستان الذين دخلوا الاسلام أفواجا حين وصل إليهم الرحالة العالم أحمد بن فضلان، وكذلك البنغال الطيبون، وسأمضي إلى الهند حيث زيارة أولياء الله من أحفاد الحبيب بداية من أجمير وولي الهند العظيم السيد معين الدين الجشتي ثم خليفته نظام الدين أولياء الله في دلهي، وغيرهما في مدن أخرى، ثم بلاد الملايو حيث الشعوب العاشقة المخلصة في ماليزيا وأندونيسيا.
كل هذه الشعوب لا يمكن أن تكون على ضلال، وتكون شرذمة حقيرة مقيتة مبغضة لرسول الله على حق.
وإن كان في العرب من يستنكف من المولد، فتلك لعنة ورثوها عن أبي جهل وأضرابه، ولا يزدادون بها إلا عمى وذلا ومهانة.
كل مولد وأنتم على عهد الحب مع رسول الله يا عشاق رسول الله.
كل يوم وأنتم بمحبته أسعد، وإليه وإلى ربه أقرب.
دكا، بنغلاديش.
22/11/2018 17:46