2 دقائق للقراءة
حروف عاشقة…رحلة في العشق والكلمات…وفي مواويل القلب والروح…عبر عمود الشعر الذي يمثّل تاريخا من العاشقين والراحلين في صحاري التيه والهيام.
الديوان قصائد كتبتها في مدن كثيرة وأماكن عديدة (حلب، الرقة ببلاد الشام، القاهرة، مكناس بالمغرب، طرابلس ليبيا، تونس، سوسة..) على سنوات عِدّة، بداية من سنة ألفين للميلاد (2000) إلى الشهر السابع من سنة 2017، وهو الشقيق لديوان “مجانين ليلى” الذي تمضـي قصائده إلى سنة 1996، وأيضا ديوان “تباريح”، وكلها مخصصة للشعر العمودي، احتفاء بالشعر العربي منذ العصـر الجاهلي، خاصة شعر عنترة وروائع امرئ القيس، إلى العصر العباسي وما بعده، ومن الشعراء الذي كان لأرواحهم حضور في قصائدي: الشاب الظّريف، والبهاء زهير، ولفيف من عباقرة الكلمة الجميلة المنسابة العاشقة الذين قرأت لهم وحفظت من شعرهم نصيبا، وكذلك تجد أثرا خفيّا مبتسما للمنخّل اليشكري، الشاعر الفحل في فترة ما قبل الإسلام، صاحب الرائعة الشهيرة:
ولقد دخلتُ على الفَتاةِالخِدْرَ في اليومِ المَطيرِ
الكاعِبُ الحسناءُ ترفُل في الدِّمقْسِ وفي الحَريرِ
فدفعتها فتدافعَتْمَشْـيَ القَطاةِ إلى الغديرِ
وأحبُّها وتــحـبُّنـِيويحبُّ ناقتها بعيرِي
كما ستجد حضور مجنوني ليلى ولبنى (قيس بن الملوح وقيس بن ذريح) في ديوان مجانين ليلى كبيرا جليّا.
قصائد هذا الديوان أغان غنّاها القلب وهتفت بها الروح، وهي تصلح أن تكون أغنيات تنتشـر مع الغيم والريح انتشار كلماتي الأكثر حظا كأغنية أنا مواطن أو تحت السيطرة.
وقد أرهقني هذا الديوان كما فعل إخوته، في التنضيد والشّكل، فقد أردته مشكولا مع شرح بعض المفردات، احتراما ومحبة للشعر وللقرّاء.
الديوان باختزال نغم عربي عمودي فصيح، مما لا يعني أني مخاصم للشعر الحر، بل لي فيه داووين نشـرت منها ديوان أغاني عشقيار، ويصدر قريبا ديوان “زبرجد”. وهما مدرستان كبيرتان تتكاملان، لكن تبقى الهيبة للأب الأول: الشعر العمودي. مع يقيني أن الشعر بمختلف مدارسه متى ما عانق الإبداع ولامس الروح وكان جميل الإيقاع صادق النبض أصيل الكلمة، فإنه سيخترق القلوب ويكتب اسمه على رخامة الزمن ويحمل روح كاتبه ومنشده وقائله إلى الناس جميعا وإلى المستقبل كله.
فإلى رحلة مع الحروف العاشقة، ومع العشق الحرفي الذي يحترف الاحتراق بنار الحب المقدسة.
الدار البيضاء – المغرب
13-07-2017 11:55