2 دقائق للقراءة
الحمد لله الذي لا إله سواه، ولا رب غيره ولا معبود إلّاه، والصلاة والسلام على الحبيب رسول الله، وعلى آله خاصة أهل الله، ورضي الله عن صحابته الميامين الذين اتبعوا هداه.
وبعد:
فهذا كتاب من سلسلة اخترت لها “المشكاة” اسما، لأني رأيت رأي القلب ورؤية الفكر أنّ ما فيها ليس سوى قبس من نور مشكاة الرحمة، تلك المشكاة التي اقتبس ويقتبس منها الملهمون والعارفون والمحبون.
ولقد وقفت بباب الحب وتوسلّت بأبواب الرحمة مددا وعرفانا وترقيّا، فكان أن جاد المنّان بما ستجد في هذه الكتب مما يسر ومما ييسّر الله نشرا وانتشارا.
وأول المدى مع وصايا المعلّم وحكم فيها خير كثير، من ذات قبس اقتبس منه غير واحد من أهل الله وليس أقرب إلى الذهن من حكم ابن عطاء الله.
ولست أدعي نسبة مقام إلى أهل الله، ولكني موقن بنسبة الهيام إليهم. وللهيام مِنَح بعد مِحَن، ووهْب بعد رهْب.
وما هيامي وحبي لله ورسوله وآل بيته وصفوته من أصحابه وخلاصة السر وأهله والصالحين ومن كان في فلك المخلَصين وللأنبياء والمرسلين وكل من يحب الله وكل من يحبهم الله سوى معراج للروح ومقلاد للفتح وإقليد للخير ومفتاح للفيض ومعين للحكمة اللدنية بسرّ من إذا أعطى أدهش وإذا غمر عمّر وإذا فتح برهن وأظهر.
وستجد ضمن هذه السلسلة كتبا منها: إشراقات، كلمات من فيض الروح، هكذا تكلم المعلم، كتاب الدعاء، كتاب الصلاة على أشرف المخلوقات، كتاب الياقوت وهو في علم العرفان. وأستفتح بخير الوصايا حِكما من الروح ونصحا من القلب ودعوة خير من محب مخلص وناصح أمين وواعظ مشفق.
أسأل الله أن ينفع به قارئه وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم إذ منه فيضه وله فضله وبه كونه وعليه توكّل كاتبه وإليه أناب.
وكتب
أبو علي مازن بن الطاهر بن علي بن عمر بن علي الشريف
حضرموت سوسة
18-05-2015 1:04:36 /30 رجب 1436