2 دقائق للقراءة
﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[1]
الحمد لله الذي سبّح الملكوت بحمده، وسبّح له ما في السماوات وما في الأرض.
﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا ﴾[2]
والصلاة والسلام على إمام أهل التسبيح، وسيّد المسبّحين والمناجين ربّهم. سيدنا محمد وعلى آله المستغفرين بالأسحار المسبّحين الليل والنهار، وسلام على الصالحين أهل الأوراد والأذكار.
وبعد: فإن التسبيح نور القلب ومشكاة الأنوار، وباب القرب وسر الأسرار.
والتسبيح عبادة، ومفتاح سعادة، وباب خير كثير، وفضل كبير.
والتسبيح تعظيم وتمجيد وتنزيه، للواحد الأحد بلا نظير ولا شبيه. وما من خير إلا كان في التسبيح وما من نور إلا كان التسبيح فيه.
وبعد ما في سلسلة المشكاة من صلوات على عظيم الذات جميل الصفات، وحمد لرب الكائنات، نرد بحر التسبيح العظيم، والمناجاة للرؤوف الرحيم، والأحزاب التي ترد من نفح أهل التفويض والتسليم، رجال الله القائمين بسر الله المسبحين لله الغارفين من بحر رسول الله والمنفوحين من سر آل بيت نبي الله.
فهذا بحمد الله بعض من التسبيح والمناجاة قربى لرب الأرضين ورب السماوات، وبعض من الأحزاب والأوراد من نفح أرواح السادة، أهل الرضوى والنجوى والطاعة والعبادة، من لأرواحهم عبق، ولأنوارهم ألق، ولهم من الله ما لهم، لا يذوقه إلا من أحبّهم، ورأى بهم ربّهم.
وهي بعضٌ مما أفاض صاحب الفيض، في سنين من الترقّي والوقوف بأبواب التلقّي، نفع الله بها، فقد وجدت منها نفعا وخيرا كثيرا، وما دوّناه في المقال أو نطقنا به في الحال أكثر، ولكن بعض العطر دال على شذى العطر، وبعض القبس كاف ليرى الرائي في ظلمات النفس وعتمة آخر الزمان، والله وليّ أهل التصديق والتحقيق والإحسان.
كتبتها أولا سنة 2007 في القاهرة وتم التعديل في سوسة بتاريخ 00/05/2020
[1] الحديد الآية 1
[2] الإسراء الآية 44