3 دقائق للقراءة
يقوم الفن الحربي وفق رؤيتي على خمس مراحل:
مرحلة التخطيط/مرحلة التنفيذ/مرحلة التدقيق/مرحلة الإتقان.
1/مرحلة التخطيط: مرحلة التخطيط مرحلة أولية ضرورية لفهم كل فن حربي، وعليك أن تفهم معنى الفن الحربي، معنى التخطيط، لماذا تخطط؟؟ماذا تريد؟؟من تستهدف؟؟ على من ستخوض الحرب؟؟لأي جيش تنتمي؟؟ومن هو جيش العدو؟؟ من عدوك تحديدا؟؟
ما هي أسلحتك؟؟ وما هي أسلحة عدوك؟؟ كيف تقاتل، تدافع، تهاجم؟؟ من قائدك؟؟ من هو معلمك؟؟
كيف تميز بين معلم حقيقي وآخر وهمي؟؟
ما هي الغاية التي تقاتل من أجلها والهدف الذي تسعى إليه؟؟
هي أسئلة يمكن توليد عدد أكبر منها باستخدام علمي الجهل والسؤال الذين بيناهما في البرهان، وهنا علي أن أجيبك عن كل سؤال بمفرده، ولكني أعرفك على التخطيط أولا وعلى مستوياته:
*معنى التخطيط: التخطيط هو البرنامج العام الذي ستسير عليه، دستور وقانون صارم، مع فهم للمسألة عامة، فهم للأهداف والغايات، للعدو الصاحب، للسلاح والسلاح المضاد، هو الأساس الذي ستبني عليه مشوارك الطويل في الفن الحربي، التخطيط باختزال هو الرؤيا.
*مستويات التخطيط: للتخطيط مستويات ثلاثة مركزية، وهي الفهم النظري، الإلمام الكامل، وتحديد نقاط الارتكاز أي البدء والمنتهى والدعامات.
*الفهم النظري: هنا نجيب عن بعض الأسئلة، فالفهم النظري طرح للأسئلة وفهم الأجوبة عنها، فدور المعلم أن يجيبك ويوجهك، وكلمة معلم تعني من له فهم للفن الحربي نظريا وتطبيقيا مع عنصر الخير والهدف النبيل، والمعلم الوهمي من يستغل تلميذه ويكون منظرا دون تطبيق أو مطبقا دون فهم أو غاياته غير نبيلة، فهو وهم يتقمص دور معلم.
أهم الأسئلة هي ما طرحناه منذ قليل، والتي تكون محور العمل برمته.
*الإلمام الكامل: عليك أن تقرأ، أن تتعلم، أن ترتقي، أن تدرس وتفهم، أن تلم بالفن الحربي وتاريخ فنون القتال، النماذج والأنواع، سيستغرق الأمر وقتا وسيكون شاقا كصعود جبل، لكن النظر من القمة سيكون ممتعا، رائعا، وشاملان نظرة لا ينظرها إلا نسر، فكن نسرا، أو لن تكون.
**تحديد نقاط الارتكاز: هي نقاط محددة بدقة، أولا الفن الحربي فن روحاني حركي جمالي، ولا نعني الحرب بمفهومها المعتاد، بل هي حرب فنية، وليست حرب الشائعات بين الفنانين أو المدعين للفن، بل هي حرب لها خصوصيات محددة، وهنا أرجع بك إلى الجزء الأول من كتاب العودة، وإلى ما سبق بيانه، فالحرب الخارجية خيالية، ستتخيل أنك في حرب من الحروب القديمة، حرب بالسيف والرمح والجيوش التي تتحرك ضمن خطط وكتائب وخصائص معينة، ولكنها في الحقيقة والواقع حرب داخلية، عدوك ذاتك، شيطانك الخاص، نفسك الأمارة، طاقاتك السلبية سلاح عدوك، وكل الرذائل ومساوئ الأخلاق، وسلاحك أنت كل قيمة جيدة وكل طاقة إيجابية، مع الثقافة والعلم والفهم والوعي والنبل، جيشك نفسك الطيبة، عقلك، روحك وجسدك، وكل ذرة خير في دواخلك، مع علوم أساسية، مثل علم الذوق، علم الأخلاق، وعلم الجمال، وعلم الطاقة والعلوم الكونية الموازية، وصولا إلى علم التصوف، روح السلم هي سلاحك الأكبر، والسلم غايتك وهدفك، الطمأنينة والسكينة والسعادة الباطنية هي القلعة، قلعتك التي يحاصرها عدوك، وربما يستعمرها، والتي ينبغي أن تحررها، ويجب أن تفوز بها، وكل حياتك حرب لأجل ذلك، وحين تصل، تبلغ الجنة بيسر، لأن الجنة دار السلام، دار السلم، وتكون جنتك ذاتك قبل جنة السماء، أن تصبح فردا صالحا، منتجا فاعلا، نافعا لذاتك ومجتمعك، نابذا لكل تعصب، لكل حقد واحتقان، مقاتلا للشر بكل أشكاله وأنواعه، فخصمك الشيطان يعمل عبر دواخلك، وحين تهزمه، تكون قد أرضيت قائدك، وقائد الكون كله، سيدك ومعلمك الأكبر: الله.