< 1 دقيقة للقراءة
الوصيّة الأولى
ما عدد النجوم في السماء؟ ما عدد الأشجار في الأرض؟ ما عدد الخلايا في جسدك؟
إن كنت لا تعلم عدد نجوم سماء أنت فيها، وعدد أشجار أرض أنت فوقها، وعدد خلايا جسد هي فيك، فلا تغتر بعلمك أبدا. ولكن قل اللهم آتني من العلم ما يزيدني علما بجهلي وبعظمة علمك، واجعل علمي بك وعلمي عنك وعلمي لك.
الوصيّة الثانية
لا تفرح لموصول، ولا تجزع لمفصول، حتى تفهم حكمة الوصل والفصل، فإن لكل وصل حكمة، ولكل فصل حُكما. واعلم أن ما قدّر الخالق وصله لا يمكن للمخلوق فصله، وما قدّر الخالق فصله لا يمكن للمخلوق وصله، ولكل وصال وانفصال حكمة حكيم وقدرة قدير، وعلم عليم خبير.
الوصيّة الثالثة
يا سائل السرّ وطالب البِرّ وطامع الوصال وراغب النوال وعاشق الجمال: إنما الأمر رقيّ وخشوع، وذوق وخضوع، وشوق ودموع، وفعل صالحات وحب وصلوات وذكر وفكر ومناجاة. فادفع مَهر الحضرة، تغنم تلك النظرة.
الوصيّة الرابعة
أوصيك بكثرة الذكر وإدامة الشكر وإعمال الفكر فيما خلق الله وفيما نزّل في الذكر. ولا تك عن ربّك غافلا وبزخرف الدنيا حافلا. واذكر أنه من نطفة خلقك ومن ذرّة يبعثك وأنك قبل ذلك وبعده بين كفّي رحمته وفي يدي عنايته وعين رعايته. أدخلك الدنيا لا تعلم شيئا ويخرجك منها إلى ما لا تعلم ويرجعك إليه، فكن لمرضاته ساعيا ولأمانته راعيا ولدينه داعيا. ولا تخف…إنه لا يخاف لديه من توكل عليه، ومن جاءه بالحب لن يرجع إلا بمثله.