2 دقائق للقراءة
ما أعظم عطاءك، وما أجزل فضلك، وما أوسع كرمك، يا مولاي.
كنت ضالا فهديتني، عائلا فأغنيتني، يتيم قلب فآويتني.
سترت قبح صنيعي، وأظهرت جميل عفوك.
وما كان أغناك عني إذ عصيتك، وما كان أفقرني إليك إذ أتيتك.
فلم توصد بابك، ولا سلّطت عقابك، بل وقيت عذابك، وجنّبت عتابك، وأريت روحي أحبابَك.
فما أجمل المشهد، وما أعظم ما أوقن وأشهد: أنك أنت أنت، ليس كمثلك إلا أنت.
قد صدّقت بكتبك، ووثقت بسببك، فاجعلني نفحة من رحمتك، وقبضة من غضبك.
خيرا لأهل الخير وكنفا، وشرا لأهل الشر وتلفا.
واجعل لي على كُلٍّ بُرهانا، وآتني من لدنك سُلطانا.
قد أدهشني عطاؤك، وغمرتني آلاؤك، وتجلّت علي أسماؤك.
فلم أر هذا الوجود إلا أثرا، ولم أر الخلق إلا نُثَرا.
ولم يبد لي في عين الفناء إلّا المُفني.
ولا في معنى الأشياء إلا المُعْني.
قد اغتنيت عن الغنى بالمُغني.
ولم يبق بقلبي علائق دنيا، ولا في عقلي شوائب ريب.
يا من هو الله بالشهود، وهو الله بالغيب.
صل على نفحة طيبك، وسرّك ونورك وحبيبك.
من أنا فداء له، وهو فادٍ لي.
فقد افتدى من أحب بطويل صبر، وطول جهاد، وكدح فيك، ودعوة حق، ومحض إخلاص، ومحتدم ألم، ومَفيض دمع، ومستمسك عهد، وصادق وعد.
وعلى آل قربه وحبه وسره ورضاه، وبيت دمه ومعناه.
الذين جعلتهم مجالي صعبك وسهلك، ومصاديق خطى وعرك وسهلك، وخلّص عبادك وأفضل أهلك.
من حبّهم منجٍ وبُغضهم مُهلِك.
وسلام على أهل حضرتك ونظرتك، الجالسون من مجالس أُنسك، والشاربون من خمور قُدسك.
سبحانك ما أجمل تدليات جمالك، على عشاق جمالك.
وما أعظم بوارق كمالك، على الفانين في نور كمالك.
وما أبهر جلال جلالك، في قلوب الساجدين تحت ستار جلالك.
رب جبريل وميكال وإسْرا وعِزرا ورضوان ومالك.
ورب ما هنا، ومولى ما هنالك.
ورب هذا وتلك، وذاك وذلك.
ورب الأولين، ورب الآخرين كذلك.
مُقيم الحق بالحق، محيي الأرض بالصدق، مهلك الطغاة ومُفني الممالك.
اجعلني من الأقربين، وإن لم أكن أهلا، فأنت أهل لذلك