2 دقائق للقراءة
طبيعي أن هنالك كلمة مهمة جدا وهي ربك المكررة مرتين..فالربوبية موجهة إلى النبي..وربك هنا تحمل معنى المربي المحب..والحامي..فهو كلمة تحمل حبا إلهيا لنبيه محمد…حب وتقريب وطمأنة..وكل كلمة مثلها في القرآن فهي تحمل تلك المعاني…بنسبة الذات الربانية إلى الذات المحمدية عبر الكاف والياء أي “رَبٌّكَ و”رَبِّي” أو “ربِّ” والتي ترد دائما بعد “قل” أو “قال” وغالبا حين تكون عن نبي غير محمد عليه الصلاة والسلام والنماذج كثيرة لك أن تتأملها…مثل قوله سبحانه:” وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ (58)”
وقوله:” قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)”
وقوله: “وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)”
ثم قوله على لسان نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: ” قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)”
وقوله على لسان نبيه نوح عليه وعلى نبينا السلام: ” قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)”
فكأنما الله سبحانه قال له: اقرأ، تدبر وتفكر، تكلم في العلم واعلم وعلّم…باسمي….بتمكيني وقدرتي، وربوبيتي وخلقي، وتعليمي وعنايتي..
أنا ربك…مربيك وحاميك ومحبك… وأنا خالق كل شيء..وخالقك أنت وكل إنسان..من علقة…وأنت إنسان من خلقي..
وأنا أكرم الأكرمين أكرم من شئت وان مكرّم عندي..وأنا علمت بالقلم..وعلمت كل إنسان ما لم يكن يعلمه من قبل..فان كنت غير قارئ..فسأعلمك…
فالقارئ باسم الله سيقرأ كلام الله ويقرؤه للناس..فذلك القرآن…ما سيكون ضمن “اقرأ”..وما ستخطه الأقلام وتستنبط منه بفهم وتدبر…فكأن الله أراد من نبيه أن يعرفه قلبا ويعلمه إدراكا ويؤمن به يقينا…وهنا مجال شاسع ومدى واسع لمتدبر فطن ومستنبط ملهم…..
فتلك القراءة والدعوة لها مع شروطها واشتراط اقترانها باسم الله فهي منه وبه…هي مرحلة ومرتبة من الوعي بالله..التيقظ والتنبه لوجوده…بعد غفلة عن ذلك رغم إحساس به…ثم تأتي معلومات عن الله تقرب العلم به والوعي بوجوده…ويأتي بعد الخلق العلم..كل هذا في أول آيات القرآن..وكان أول ما ينبغي على النبي كان الإيمان بالخالق ثم العلم به…ولكن الأمر مع غيره ممن يوجه إليهم القرآن لأن القرآن موجه للثقلين خاصة..والإنسان بشكل أخص..يمر عبر مراحل أخرى منها النظر والتفكر، ثم الإسلام باللسان، فالإيمان بالقلب والفعل الداعم، فالعلم بالإدراك عبر آيات الوجود الإلهي لا ذاتيته التي لا يمكن إدراك كنهها….