2 دقائق للقراءة
العلم بالله فيه كما ترى جوانب من البساطة وجوانب من التعقيد، والآيات التي تحضرني الآن كثيرة جدا، ولو أني أمضي خلف هذا الخيط من الفكر لكان كتابا مفردا، ولكني أكتفي بأمور مختزلة، راجيا من الله التيسير في كتب أخرى، وراجيا لك حسن التدبر والتفكر والمحاورة…
العلم بالله في يقيني أحسن العلم….وهو فضل إلهي عظيم..وفي القرآن الكريم حين تقرؤه ضمن إطار هذا العلم..براهين وشواهد وخزائن علم…فالعلم بالله جوهري في القرآن، وكل علم مكتمل إنما منتهاه العلم بالله، فيتفرع وعي من بلغه ذلك إلى عارف بالله ولا يشترط هنا الإسلام والإيمان، بل قد يقف عند تلك المعرفة، فتكون كل العلوم معارف فقط ما لم تؤسس لعلم إيماني بالله، وقد تنزل حد الفتن، ومعلوم أن عددا كبيرا جدا من الباحثين علماء المادة وصلوا لقناعة بوجود الله، لكنهم لم يقروا إيمانا، ولم يسلّموا قلبا أو يسلموا لسانا، ولم يقرؤوا القرآن تدبرا وتبيانا، ولم يصلوا على محمد تيقنا وعرفانا، بل وقفوا بعقولهم دون أبواب قلوبهم، فكانت معارفهم على ما مكن الله لهم من آليات وحجج وبراهين أضعف من عنادهم وجحودهم، وكان علمهم فتنة لهم، ومعلوم أنك تجد في القرآن ما يثبت أن الكفار على كفرهم وجحودهم كانوا يعرفون الله لكنهم لا يعترفون بوحدانيته فإن اعترفوا لم يقروا بنبوة نبي وبتجدد عهد ونزول ذكر وظهور آية، ولك في كتاب الله متسع لتنظر، وكذلك حال الكثيرين عبر العصور، وفي زماننا يخفون من أسرار العلم والاكتشافات التي تثبت يقينا وجود خالق واحد وأن ما في القرآن حق وأن محمدا عبد الله ورسوله الكثير والكثير محاولين تحويل المعنى وتبديل الصورة، ولكن يقيني أن العلم في مساره هذا محمول رغما عنه إلى غاية واحدة واضحة جلية سيصلها باكتماله لأن وقوفه دونها هو وقوف نقصان، ألا وهي الإقرار والتسليم طوعا أو كرها..حتى يصبح الكفر نوعا من الإعاقة الذهنية..فذلك تحدي لله..بالعلم بالله..عبر كل ما علم الله وسيعلم بني الإنسان ما سيريهم من آياته في الآفاق وفي أنفسهم…فلا مناص من تبين الحق ولو بعد حين..ولا مناص من الاعتراف به..ولو بعد حين أطول..فذلك مصداق قوله سبحانه في آية سأكرر ذكرها لأنها من أسس هذا الكتاب: ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)”