< 1 دقيقة للقراءة
العدل أساس العمران حقا، وأساس مملكة الرحمان صدقا، وأساس النظام يقينا، وكثيرة هي البراهين الفعلية على ذلك في السياق الإنساني على عظمة العدل وروعة تطبيقه، ورغم أنه من المحال في حال كحال الأمة اليوم الوصول إلى تمام ذلك، كما أنه من المحال فعليا في كل تاريخ بني الأرض والإنسان تمام العدل، فإن كل ذلك لا يلغي قيمة العدل مطلقا، وإن كل ما ذكرته لك ضمن القوة والحق والحكمة…يحتاج للعدل ويتأسس عليه…وإن منهج التقصي العلمي لقيمة العدل مرتبط بعلوم كثيرة منها الاجتماع والاقتصاد والفقه، ولي عودة لكل هذه العلوم بشيء من التفصيل المختزل…وإن للعدل في كل شيء خزانة تضمنه كله..ومقلاد يحتويه وإقليد يفتحه…ألا وهي التقوى..فالتقوى، التي هي في نظري أهم شروط الفقه كما سيأتي البيان، هي ضمانة العدل..وهي خزينته ومفتاحه، لأنها تصل الإنسان بربه..وتجعله على نفسه حسيبا قبل كل حسيب..ورقيبا قبل كل رقيب…إذ يستمد ذلك من الحسيب الرقيب سبحانه..ويرقب الله في كل عمل أو قول…فذلك جوهر العدل وتلك أم المسالة…وذاك خير الزاد إلى يوم المعاد: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴿197﴾”