2 دقائق للقراءة
هو إذا الإعلان عن بداية معركة الحق والباطل
( ربما جولة جديدة بعد جولات أخرى سبقت أبانا آدم في حضارات أو كائنات أخرى، لكنها جولة الختام)، وهي معركة قائمة على عداء بين حق وباطل، نور وظلمة، هدي وضلالة، ولكن الأيدي الفاعلة في بعد المادة الأرضية هي أيد بشرية، يد تلهمها الملائكة، وأخرى تحركها الشياطين، يد تُبسط للحق والخير، وأخرى تمتد للشر والأذى، وكما فتن الشيطان الأب والأم في بُعْد الجنة وعالم الخلود، فإن أول أيد ولدت في الأرض ونمت وترعرعت ستطبق ذلك القانون الأول والصارم والموجع أيضا (بعضكم لبعض عدو)، ولم يكونا غير شقيقين توأمين من أول أب وأول أم وهما أول ولدين من بني آدم تراهما الأرض، أول الإنسان، وليكون هذا المشهد الرهيب:”وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29)فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)”
حينها لم تعد تغني الأسماء التي علمها الله لآدم فأنبأ بها الملائكة: “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)”
ولا الكلمات التي تلقاها من ربه فتاب عليه:
” فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)”
بل تكون الضلالة والشقاوة والعذاب، فيُطلب العلم من الغراب، بعد أن كان يُتلقى من لدن الكريم الوهاب: “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)”
أين مضى العلم الآدمي الأول؟؟ وكيف غاب عن ولده من صلبه؟؟؟ وهل فعل القاتل ما فعل عن جهل بالله وعدم معرفة؟ أم عاند رغم علمه ومعرفته؟؟؟؟