2 دقائق للقراءة
القانون أحكام ثابتة وقواعد راسخة ومبادئ جلية مفروضة يُتفق عليها مدنيا أو تُكتشف طبيعيا أو تتمظهر كونيّا ومادّيا. فإن كان الأمر في الفيزياء مثلا فالقوانين تُحدّد نظم الكون والطبيعة والأرض وما كان من مشمولات العلم الفيزيائي ضمن الأكبر والأصغر والتجزيء والتكوين والمحيط والطاقي والحركي إلى غير ذلك، في تنسيق مع الرياضي والكيميائي والهندسي، والكون كون فيزياء وفيه قوانينها ما اكتشف الإنسان منها وما لم يكتشف. وقس على ذلك العلوم، فلكل علم قوانين لها ارتباط بالعالم المادي أو عوالم المنطق والفكر والزمن وما فوق العالم البشري أو ما يتوازى معه…. وما البحث البشري إلا محاولات مستمرّة لتعميق الفهم واكتشاف القوانين وتفسير الظواهر ضمن مسار عقلي طويل، ومنطق علمي صارم. ولسنا نجانب الحقيقة حين نقول أن الفيزياء والكيمياء تمظهرات ومكنونات لقوانين الله في ملكه ما بصُرنا به وما لم نَبصُر، وما علمنا وما لم نعلم. ومما يميز تلك القوانين حتميتها وإلزاميتها مع وجود قوانين أعلى منها يمكن أن تخترقها يرتبط معظمها بالخوارق، مثل قانون الجاذبية أو تركيبة الماء فهي ثابتة ماثلة حاضرة بالقوة والفعل، وكون النار محرقة والمسافة تستلزم سرعة وزمنا وحركة وجهدا، وكون الزمن يسري ضمن طبيعة مؤثرة فيما يسري عليه كأن تضع طعاما لمدة أيام فهو يتلف، ولكن لله من القوانين العليا ما يخترق ذلك فيتم اختراق المسافة فيما فوق السرعة والحركة (كجلب عرش بلقيس في لحظات) أو ينعدم فيها أثر الزمن بل ينعدم كله (كطعام العزير)، أو أن النار لا تحرق من فيها (كقصة خليل الله إبراهيم) وهذه المعجزات والخوارق لها تمظهرات أخرى مستمرة سواء في الكون أو من حولنا، فما يجري في مثلث برمودا وما يسمى بقناة الزمان والمكان وغيرها أمور فيها اختراق لقوانين الطبيعية المادية وفيزياء العالم البشري ولكن ذلك ضمن قوانين أخرى لها نظمها الفيزيائية ولئن استحال على العقل البشري لليوم ضبطها واكتشافها، كما سيأتي البيان والتفصيل.