< 1 دقيقة للقراءة
أحييكم من وادي زم…وزم تعني الأسد الذي كان يربض على ضفة الوادي…كما تقول الرواية الشعبية باللسان الأمازيغي…وتعني السكون والكف في رواية أخرى…فزمزم من قول السيدة هاجر للبئر “زم…زم” أي “كُف…كف”…ووادي زم هو الوادي الساكن.
وادي زم مدينة صغيرة في وسط المغرب…غنية بالفسفاط والحديد والماء…سماها الفرنسيون باريس الصغيرة…
ووادي زم التي جئتها مع ابن المدينة صديقي الفنان غسان بوحيدو…هي مدينة الشهداء الذين قتلوا سنة 1955 على يد المجرم الجنرال دوفال لثورتهم على المستعمر …زرتهم منذ حين وبكيت وجعهم والتمست من بركتهم.. فكم هي مباركة دماء شهداء الوطن…وكم مؤلم ان تشعر روحك بآلامهم رجالا ونساء وأطفالا في واحدة من أكبر المجازر…
وبجوار الشهداء نالني شرف زيارة ولي وادي زم…سيدي عبد العزيز الشرقي (شقيق القطب سيدي أبي عبيد محمد الشرقي او الشرقاوي الذي ازوره لاحقا في مدينة أبي الجعد القريبة وأزور أبناءه السبعة أهل الميعاد)…ودعوت عند مقامه ربي وربه الذي اختصه بعنايته وأكرمه بولايته…ليحفظ المدينة ويرحم شهداءها…وأن يحفظ المغرب كله…وأن يدخلني وأحبتي في كنف أوليائه الصالحين…وعبر الدموع التي انسكبت عشقا وألما…سمعت همسا يتسلل إلى قلبي كنفح الخاطر: اشرب من مائنا…وبحثت بعيني داخل المقام فلم أجد ماء…وحين خرجت وجدت صديقي يسحب قربة الماء من البئر…بئر ذلك الولي..لأشرب من معين البركة داعيا بالشفاء والعفو واللطف لي ولاحبتي…مؤمنا معتقدا ان لله رجالا…وأن لهم عند الله جاها…لكن أغدق ما شربت كان ما شربت روحي الظمأى لألطاف الله وبركات الصالحين دائما…وليشرب قلبي من ماء زمزم في وادي زم..رحمة من رحيم غفور…
جعلكم الله من عشاق أهل الله…ومن المقبولين عنده…
وادي زم، المغرب
26 أكتوبر 2017 14:53