3 دقائق للقراءة
🌿 نقطة على السطر🌿
ثمة مسائل من المهم فهمها في باب الفعل النقدي: النقد يستوجب الإلمام بموضوع النقد، فهمه وتقييمه، وليس بالضرورة ان يكون ذلك ذكرا لنقاط الضعف والتناقض او الاختلاف مع فكرة ما، فيمكن ان يكون النقد تقييما ايجابيا.
ثمة فرق ايضا بين النقد والموقف الشخصي، او اخضاع شأن ذاتي خاص خاضع للذوق وحرية الفعل ضمن اطره المبدئية العامة للتدخل بحجة سلطة النقد، والاشتباك بحجة حق النقد.
وليس كل كلام يبدو موضوعيا، موضوعي بالضرورة، انما الامر له دعامات وبراهين وأطر.
النقد مهم جدا لا شك في ذلك، تقييما وتقويما، لكنه يظل محتاجا دائما لسلامة الذوق وغزارة العلم ودقة الملاحظة، مع ما يكون من تخصص في الموضوع المنقود وفهم وقدرة على التفصيل والربط والتحليل.
في باب النقد مداخل كثيرة، ومن بينها نقد المدرسة السلفية التكفيرية لعموم المسلمين، مدعين الادب الجم والتقوى الكاملة والورع والاستاند الى الكتاب والسنة والاخلاص لله ورسوله، والنصح للمؤمنين والخوف عليهم من الشرك: بتكفيرهم كلهم وقتل من قدروا على قتله والتفخيخ والتفجير وهدم المقامات ونبش قبور الانبياء والصحابة والصالحين والنقمة على ال البيت ومن أحبهم.
يغضب بنو وهبان ان زرنا الشيخ عبد القادر، نكون في نظرهم قبوريين مشركين، ويجن جنونهم ان زرنا الامام الحسين فيتنادون بينهم: هذا شيعي خارج عن الملة، وان زرنا قبر الحبيب المصطفى نادى مناديهم: لا تتخذوه وثنا، لا تقولوا يا محمد..بدعة…بدعة…شرك …شرك..
وان سألتهم اي دليل لكم بذلك قالوا لك: أجمع عليه العلماء، وقال به السلف الصالح، ثم يرددون الايات التي نزلت في عبادة المشركين للاصنام!
كانت الامة كلها بمختلف مذاهبها تاتي الى النبي متوسلة به عند الله لقضاء الحاجات وسؤال المدد والبركة منذ عهد الصحابة، كذلك الأعرابي الذي جاءه يسأل الغوث لامته، وكثير من الصالحين ولهم اخبارهم واشعارهم واحوالهم كخبر الشافعي والرفاعي وقول العلامة التونسي ابراهيم الرياحي:
اتيتك ماشيا وودت اني***ركبت سواد عيني امتطيهِ
وما لي لا اسعّي على المآقي**الى قبر رسول الله فيهِ
فكيف احوالهم واشواقهم ووقفتهم عنده؟
ودرجت الامة على ذلك حتى جاء الوهابيون فوقفوا بينهم وبين رسولهم خوفا عليهم من “الشرك” وقال قائلهم: نحن لا نفعل هذا.
ومن قال ان عليكم ان تفعلوا…فالمحروم محروم.. خلوا بين الامة وبين رسولها.
اما الامام الحسين وال البيت عليهم السلام، فبعض الوهابية قال: نعل محمد خير من علي والحسين، وهو من خسة الحقد الوهابي التيمي الناصبي على رسول الله وال بيته، وسعيهم في تحقيرهم وتحقيره نفاقا في قلوبهم وتشدقا في كلامهم، وكانهم ما سمعوا قول الحبيب المصطفى: الحسين مني وانا من حسين، او قوله لابيه: انت مني بمنزلة هارون من موسى.
فيا ادعياء الغيرة على الدين وحمايته من الشرك والبدعة: قفوا حيث ترون على بعد المسافة ما دامت الحضرة طردتكم، ودعونا نقف كما نحب، ونعشق كما تود قلوبنا، لن نرغمكم على رؤية ألوان النور والحب الرباني المحمدي، فلماذا تريدوننا عميانا مثلكم، وهابيين اجلاف قلوب كما انتم؟
ونحن نفعل عن علم وبينة واتباع للكتاب والسنة ومنهج ساداتنا وعلمائنا، ولم نرغمكم على نهجنا، فأي نهج تتبعون ولماذا تريدون ارغامنا.
واما نسبة العشق لال البيت للمذهب الشيعي فقط، فانتم لا تعرفون شيئا عن عشقنا نحن اهل السنة عامة للنبي وآله، ولا عن عشق اهل التصوف خاصة، واهل المغرب العربي وتونس الزيتونة بشكل اخص، اتركوا كتب الوهابية التيميين النواصب، واقرؤوا عن علماء اهل السنة الحقيقيين وصالحيهم: من ابي حنيفة الى الشافعي، ومن الشيخ الحداد في اليمن الى صالح الجعفري في مصر، ومن الجزولي في المغرب الى الرياحي في تونس، والشاذلي قبله…اقرؤوا قصائد سيدي الظريف في حاضرة افريقية.. وسيدي عبد السلام في ليبيا واشواقهم للزيارة الحبيب…
ليس من الادب اتباع من ليس لهم ادب، ولا من النقد ترديد افتراء من حقد، فانظروا شانكم، او دعونا وشأننا، فلكل منا شان يغنيه، وعند الله تحتكم الخصوم.