13 دقائق للقراءة
لم يعد الكلام عن نيبيرو مجرد أخبار يتناقلها بعض المتحمسين للقصص الغريبة أو “أنصار نظرية المؤامرة” كما يسمونهم، إنما هو كلام علماء كبار في الفلك والمناخ والتاريخ، لهم صيتهم، ولدى بعضهم مواقع حساسة في دول عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وعلى رأسهم كل من العالم الامريكي المختص في المناخ والجيولوجيا إيثان تروبريدج، وعالم الفلك الروسي الكبير ديومين زخاروفيتش المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل ذُكر أنه مستشاره الفلكي.
وكذلك من كان له السبق بناء على معطيات السومريين العالم والمؤرخ الامريكي المولود في الاتحاد السوفياتي زكريا سيشين في كتابه الشهير “الكوكب الثاني عشر”، وفي العديد من المقالات والحوارات.
أما أكثر العلماء تخصصا في مسألة نيبيرو والذي راقبه منذ تسع وخمسين عاما فهو الفلكي الامريكي الجنوبي كارلوس فرّادا الذي قام بتصريحات صادمة ضمن لقاء تلفزيوني، وله متابعات دقيقة لمدار الكوكب وتصور علمي لسيناريو قدومه.
إن محاولات النفي التي تسعى دوائر علمية معينة إلى بثها، مع نسبة المؤامرة واتباع المهووسين بها لكل من يقول بوجود كوكب نيبيرو، تجد في مواجهتها حقائق دامغة يقدمها علماء كبار ليس فقط استنادا على ما بينه السومريون بل عن بحث وتدقيق ونظر. وسنورد أسماء بعض العلماء الذين يتبنون فكرة كوكب نيبيرو.
نبدأ مع العالم الامريكي الدكتور تروبريج، حيث نقرأ على موقع قناة روسيا اليوم اليوم، نقلا عن موقع 24 مير، بتاريخ 27/07/2018 الخبر التالي[1]: (هل يتجه كوكب نيبيرو نحو الأرض ليقضي على البشرية؟).
في حين نجد النص الآتي في محتوى الخبر: ” أعلن الموظف السابق في وزارة الجيولوجيا الأمريكية، إيتان تروبريج، أن كوكب نيبيرو يقترب من الأرض وسيقضي قريبا على البشرية.
وبحسب تروبريج، فإن هناك نذرا لظهور كوكب إكس أو كوكب نيبيرو، قد تتسبب في كوارث طبيعية عديدة ربما تضرب الأرض، من ثوران براكين وزلازل وتسونامي وتغيرات مناخية حادة، ويعود ذلك لحقل الجاذبية الشديد الذي سوف يولده الكوكب المتجه إلينا.
ويرى بعض الخبراء أن كوكب نيبيرو اقترب من المريخ منذ 3.5 ألف عام وحوّله إلى صحراء قاحلة، وهو ما يمكن أن يحدث مع الأرض أيضا، كما يشير العلماء إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” على علم بهذا، لكن خبراءها يخفون تلك المعلومات، لما يمكن أن تسببه من ذعر بين البشر.
أما علماء الفلك، فيشيرون إلى أن موعد هذا الحادث المتوقع هو أغسطس المقبل، ويعيدون إلى الأذهان أن أول ذكر لكوكب نيبيرو كان قد ورد في أسفار السومريين.
وكان من المعتقد، لقرون مضت، أن كوكبا خفيا مجهولا، يمكن مقارنة أبعاده بأبعاد كوكب المشتري، يوجد خارج المنظومة الشمسية، وأنه سيصطدم آجلا أو عاجلا بالأرض ويتسبب في نهاية العالم. كما يعتقد كذلك أن هذا الكوكب يسير في مدار إهليليجي ممدود، ليظهر مرة واحدة كل 3600 عام (أو 36000 عام حسب معلومات أخرى).
فيما تؤكد أرصاد علماء الفلك بشكل غير مباشر وجود جرم فضائي مجهول خلف مدار نبتون، دلّ عليه أحد الكويكبات التي تغير مدارها بتأثير حقل جاذبية تابع للجار المجهول غير المرئي، لكن الأجهزة عجزت عن رصد هذا الجرم الفضائي.
وهناك فرضية أخرى تفيد بأن كوكب نيبيرو قد يوجد في كوكبة فينيكس، وليس في المنظومة الشمسية، حيث اكتشف كوكب غازي عملاق تزيد كتلته عن كتلة الشمس في تلك الكوكبة، يختلف تركيبه إلى حد كبير عن غالبية الأجرام الفضائية المعروفة لنا حتى الآن”.
بمزيد البحث حول تروبريج عالم المسح الجيولوجي الأمريكي، نجد خبرا آخر باللغة الانجليزية على موقع International Business Times[2]، فيه مزيد من التفاصيل واتهامات صريحة لوكالة الفضاء الأمريكية بالتغطية على مسألة نيبيرو لمدة ثلاثين عاما بشكل متعمد، نقلا عن حوار حصري له مع صحيفة ديلي ستار: ” يقف منظرو المؤامرة في جميع أنحاء العالم على أهبة الاستعداد للكوكب المارق نيبيرو على مدار العامين الماضيين ، بحجة أن الكوكب التاسع في النظام الشمسي سوف يصطدم بالأرض في المستقبل القريب مسبباً دماراً هائلاً.
الآن ، انضم الدكتور إيثان تروبريدج ، وهو عالم سابق في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ، إلى صفوفهم، ويزعم أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كانت على علم بوجود نيبيرو لأكثر من 30 عامًا ، لكنها اختارت التستر على أخبار عامة الناس.
وفقًا لتروبريدج ، دخلت ناسا والمسح الجيولوجي الأمريكي في مؤامرة لإخفاء وجود كوكب مارق. في حديث حصري مع ديلي ستار ، كشف تروبريدج على تغطية القرن.
وقال تروبريدج لصحيفة ديلي ستار “علمت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بنيبيرو بعد أن جاءت هذه المعلومات من ناسا. تلقينا تعليمات لمعرفة ما إذا كان التغير المناخي غير الطبيعي بسبب تأثير هذا الجسم السماوي والدراسات قدمت هذه العلاقة”.
وأضاف العالم السابق لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكي (USGS) أيضًا أن المعلومات المتعلقة بالكوكب الأسطوري مصنفة بدرجة عالية السرية ، وأن بعض الموظفين المختارين يدويًا في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فقط يعلمون بوجودها.
“تم تصنيف هذه المعلومات بدرجة عالية وجميع المستندات والمعلومات المتعلقة بها مجزأة ومقسمة حسب القسم حتى لا يتمكن الأشخاص الذين يعملون مع أجزاء من هذه المعلومات من فهم الغرض منها.
كشفت تروبريدج أيضًا أن الارتفاع الحاد في مستويات سطح البحر وزيادة عدد الزلازل يمثل دليلًا على تأثير نيبيرو على كوكبنا. وقال إن الأرض سوف تدمرها نيبيرو بالكامل في المستقبل القريب.
على الرغم من أن نظريات نيبيرو الكارثية تعود إلى عام 1976 ، إلا أن عالم الأعداد المسيحي ديفيد ميد هو الذي جعل هذا الافتراض المروع شائعًا. في عام 2017 ، ادعى أن العالم سينتهي في 23 سبتمبر ، وبعد ذلك كشف أن كوكبنا يمر بفترة محنة مدتها سبع سنوات تبدأ من 15 أكتوبر 2017.
تجاهل الجانب هذه الشائعات ، وأكدت وكالة ناسا للناس أن نيبيرو كان “خدعة الإنترنت”.
وطبيعي أن الموقف من ترويريدج سيكون نفسه من كل من غادروا بوتقة الصمت في كل المسائل التي تريد الآلة الاعلامية الغربية ووكالة الفضاء الامريكية والقرار السياسي لتلك الدول نفيها وإنكارها، فيتم النبذ والهرسلة وصولا للاغتيال، وكذلك تحريك اسطوانة “نظرية المؤامرة” التي يتهم بها كل عالم مهما علا شأنه خرج عن المخطط وغادر حدود التعمية والتغطية. وهنالك ملفات أخرى كثيرة تخص التاريخ من جانب مثلما تم الكشف عنه في كتاب التاريخ المحرم عن أسرار وأمور عديدة تم العثور عليها تبث الحيرة وتثبت وجود حضارات متطورة جدا وموغلة في القدم تركت شواهد لا تحصى، أو حتى حول أسرار الهرم وخاصياته الطاقية واستخداماته الحقيقية التي تفوق مجرد كونه مقبرة الفرعون، وكذلك أسرار حضارات بلاد الرافدين ومايا وغيرها. أو فيما يخص ظواهر السفن الفضائية والمخاطر الكونية القادمة ومن بينها مسألة كوكب نيبيرو.
في المجلة العلمية العالمية The earth chronicles of life نجد مقالا[3] آخر عن ترويريدج، منشور بتاريخ 10 أوت (أغسطس) 2018، عنوانه:”عالم مناخ شهير يحذر من اصطدام وشيك للأرض مع نيبيرو”، فيه معطيات أخرى هامة:
” يحذر عالم المناخ السابق في قسم الجيولوجيا الأمريكي تروبريدج (إيثان تروبريدج) من أن البشرية يمكن أن تختفي قريبًا بسبب اقتراب كوكبنا من جسم نيبيرو السماوي.
وفقًا للدكتور تروبريدج ، فإن الحقول الكهرومغناطيسية والجاذبية في نيبيرو تمزق الأرض حرفيًا. كدليل ، يستشهد عالم المناخ بالحدوث المتكرر للشقوق العميقة في مختلف القارات.
لذلك ، في شهر مايو من هذا العام تم تشكل انهيار (أرضي) كبير في كينيا ، وبعد ذلك صرح تروبريدج أنه سيتم تقسيم إفريقيا قريبًا إلى قسمين.
ومع ذلك ، فإن زملاء الدكتور أكثر تفاؤلاً – يعتقد معظم العلماء أن القارة الإفريقية إذا تفككت إلى نصفين ، فليس قبل عشرات الملايين من السنين.
تروبريدج لا يتردد في إلقاء اللوم على الباحثين الآخرين عن الغطرسة والجهل.
وفقًا لعلم المناخ ، ينقسم المجتمع العلمي إلى مجموعتين – أولئك الذين يعرفون نيبيرو ، وأولئك الذين لا يعرفون حول دنو الكوكب (أو مقاربته العلمية).
غالبًا ما يكون الخبراء المطلعين على الموقف صامتين ، لأنهم يخشون التعرض للنبذ ، وأولئك الذين لم يسمعوا بنيبيرو لا يربطون الزلازل التي أصبحت متكررة على الأرض بالتأثير السلبي للجسم السماوي.
يعتقد تروبريدج أن الانفجارات البركانية والزلازل الأخيرة في هاواي تؤكد أيضًا نظريته حول تأثير نيبيرو على كوكبنا. وفقًا لعلم المناخ ، لا ترى البشرية سوى قمة جبل الجليد. في أي وقت ، يمكن أن يبدأ بركان يلوستون في الانفجار – تمامًا كما استيقظت هاوايان كيلاوي – وبعد ذلك ستصل الكارثة إلى نطاق كوكبي ، وفقًا لما نقلته Trowbridge عن موقع SomeonesBones”.
هذا عالم أمريكي ذائع الصيت، وكان في صلب الدولة وفي مجال المسح الجيولوجي، وعلى اتصال مباشر مع وكالة الفضاء، فما الذي سيدفعه للدخول في “نظرية المؤامرة” وتحمل السخرية والتهجم والتهديدات المختلفة التي يعلم جيدا كنهها وحقيقتها.
أما العالم الروسي الدكتور ديومين زخاروفيتش وهو مختص في علوم الفضاء ودراسة مواقع الكواكب والنجوم وعمل لدى الوكالة الروسية لشؤون الفضاء، فالمقالات عنه كثيرة، مختصرها أن نيبرو سيمر بمحاذاة الأرض سنة 2021، وأن وكالة الفضاء الأمريكية تكذب على الرأي العام العالمي، وأن قادة دول العالم يخفون الأمر خوفا من الفوضى. كما بين أن قوة النيازك التي سيحملها كوكب نيبرو معه سيكون لها أثر مدمر، مع الزلازل والبراكين الناتجة عن قوته المغناطيسية الهائلة، وما يحيط به.
وليس هنالك اختلافات كبيرة بين كلامه وكلام تروبريدج.
وهنالك مقابلة إذاعية أورد ترجمتها الدكتور وسام العشعوش (وله كتابات كثيرة حول كوكب نيبيرو) فيها معطيات مهمة، رغم أني لم أجد المقابلة الأصلية على النت:
بسؤاله عن صحة ادعائه أن نيبرو سيمر بالقرب من الأرض سنة 2021 قال زخاروفيتش: انها ليست ادعاءات بل حقيقه …هل تستطيع ان توضح لنا ذلك ؟؟..الجواب…نعم ..لقد قمت بصناعة تلسكوب خاص لهذا الموضوع ودراسة هذا الكوكب المذنب الذي كان يحيط بمنظومتنا الشمسيه …وهو الان بداخلها ويسير نحو الشمس بتسارع متغيير…وعندما يصل الى المنطقه مابين مداري المشتري والمريخ (مدار سيرس) سوف يبدا بالظهور وسيرسل صخور متشظيه تسبب في دمار المدن وموت الملايين من الناس وعندما يقترب نحونا سيرسل حقلا بلازميا (الحقل البلاسمي)يسبب توقف الاشارات الكهرومغناطيسيه التي تعمل عليها اجهزتنا الحديثه ….سؤال …هل هذه التوقعات تتعارض مع وكاله ناسا الامريكيه ؟؟…الجواب ..ان وكاله ناسا تكذب بهذا الخصوص وهي تعرف انه سيلحق الكثير من الاذى لكوكبنا لكنها تخفي الحقائق لان هذا المذنب العظيم ان تم الاعتراف به ستعم الفوضى العارمة بين سكان الارض بكل المجالات الحياتيه …لقد قمت بتسميه هذا المذنب ب(مذنب القيامة)…سؤال ..هل مازلت تدرس هذا المذنب ؟؟…نعم ..اكتب .واقدم براهين عديده على وجوده وتاثيره ولكن وكاله ناسا تكذب الادعاءات التي اقدمها …لقد اطلقت وكاله ناسا على هذا الكوكب المذنب اسم planet x ….سؤال من اكتشف هذا المذنب اولا ..هل هم الروس او الامريكيين ؟؟…
اختلف العلماء الروس والامريكيين في ذلك في زمان غورباتشوف ورولاند ريغن في اولويه الاكتشاف وزمن الوصول، لكن الامريكيين قالو انه سيصل في 2017 ، وهذه هي قد مضت ولم يحدث شيئ، أما نحن الروس فقد اعطينا زمن الوصول في 2020 -2021.
وعند سؤاله متى دخل الكوكب المذنب إلى المجموعة الشمسية أجاب: لقد دخل ال 2004 ويلزمه 16 سنه تقريبا للوصول، هذا يعتمد على التسارع الذي يقطعه في كل مدار .
وعند سؤاله هل يمكن ان نقيس مايحدث على الارض الان من كوارث بانها البدايه ؟؟
أجاب: نعم …ولكن تاثيره الجدي سيكون قبل وصوله وسيكون مدمرا …انه قزم بني من نوع خاص حجمه مابين 4-8 اضعاف حجم الارض محاط بطبقه سميكه من الغبار المشحون وملايين الاطنان من النيازك العملاقه”[4].
موقع روسيسكي ديالوغ Российский Диалог (الحوار الروسي) أورد تقريرا مهما عن كوكب نيبيرو[5]، بتاريخ 26 يونيو 2019، استخدم فيه عبارة (نجمة الموت) التي أطلقها زخاروفيتش، تحت عنوان: ” لغز نيبيرو: كيف هددت “نجمة الموت” الأرض في عام 2018 وماذا فعلت في عام 2019″.
وفي نص التقرير نجد: ” كانت “نجمة الموت” تقترب من الأرض بسرعة عالية من الطرف الآخر من المجرة من أجل دفع كوكبنا من المدار وتدمير البشرية، وفقًا لتقرير “الحوار الروسي”.
ظهرت أول رسائل تنذر بالخطر من أنصار المؤامرة في النصف الثاني من الصيف. وحذروا من أن ناسا تخفي تهديدا من الناس. تم التنبؤ بنهاية العالم لأول مرة في 16 أغسطس.
لم يوقف الفشل الذريع علماء السفن الفضائية (والظواهر الخارقة) Ufologist، الذين سعوا بتفانٍ إلى إثبات وجود خطر قاتل على الأرض.
بالفعل في 17 أغسطس ، طرحوا العديد من الإصدارات لتبرير خطأهم ، وبدأوا في التكهن بمزيد من التطورات. تم تعيين النهاية الجديدة للعالم في 19 سبتمبر ، لكن هذا التوقع لم يكن له ما يبرره.
بعد ذلك ، تم ملاحظة “نجمة الموت” الشبح في أجزاء مختلفة من الأرض. ظهرت في خطوط العرض الجنوبية، مخيفة شعب الولايات المتحدة وأستراليا وإندونيسيا وحتى روسيا.
طرح معظم اليوفولوجيست الراديكاليين (مختصون في مسألة الأطباق الطائرة ufo، والظواهر الغريبة) نظرية أن نيبيرو يلتهم النظام الشمسي: لقد مات بلوتو ونبتون وأورانوس وزحل بالفعل ، والآن أصبح كوكب المشتري هو التالي ، وبعد ذلك ستكون الأرض.
على الرغم من التوقعات الهائلة ، نجا كوكبنا من الخريف ودخل الشتاء دون صدمات. ومع ذلك ، حذر اليوفولوجيست من أن 16 ديسمبر سيكون آخر يوم في تاريخ البشرية….وفي 17 ديسمبر ، ظهر تحذير جديد: سوف تهلك الأرض في ليلة 1 يناير. الزواحف مع نيبيرو ، التي كانت تتابع الناس في جميع أنحاء الكوكب لفترة طويلة ، كان ينبغي أن تهاجمنا في لحظة اجتماع السنة الجديدة. قال اليوفولوجيست إنه خلال هذه الساعات سنكون عاجزين للغاية وغير مستعدين لصد الهجمات. لقد حان عام 2019 ، لكن العلماء البديلون (تسمية للمختصين بما فوق الطبيعة وما شاكل ذلك) لا يتخلون عن رواياتهم، وأنه من المعروف بالفعل من أين سيبدأ عدوان نيبيرو وأي دولة ستبقى بعد هجوم الكوكب القاتل”.
وسوف نرجع لبيان مسألة تقديرات موعد وصول نيبيرو ونظرية المؤامرة، ولكن المستفاد أساسا من هذا التقرير، وكذلك من المقال الذي أوردته آنفا من قناة روسيا اليوم شاهد أيضا على درجة الاهتمام الروسي بالموضوع، وقد أشيع أن بوتين فاجأ المستشارة الألمانية بتاريخ وصول نيبيرو (سنة 2021)، ولم أتحقق من ذلك.
لا يمكن الحديث عن كوكب نيبرو دون ذكر الكاتب والمؤرخ الأمريكي الشهير زكريا سيتشن (11 يوليو 1920 – 9 أكتوبر 2010)، صاحب كتاب الكوكب الثاني عشر، ويجب النظر في كتاباته ضمن بعدين: البعد الأول يخص ما أورده السومريون حول كوكب نيبيرو والطوفان وخلق آدم وحواء وغيرها من الامور الواردة في أسفارهم.
والبعد الثاني مسألة الأنوناكي الذين خلقوا البشر وتزوجوا منهم وأصلهم من كوكب نيبيرو ورجعوا إليه بعد الطوفان.
يرجع لزكريا سيشن الفضل الكبير في إماطة اللثام عن كتابات ومنحوتات السومريين ومعارفهم، ضمن ترجمة وبحث انثروبولجي عميق، ونفاذ إلى المتاحف وإلى عدد من الألواح الطينية والاسطوانات. وقد تم الاعتماد على كتاباته لفهم مسألة كوكب نيبرو والنظرية المحيطة به اعتمادا على ما كتبه السومريون، وترجمت كتبه إلى خمس وعشرين لغة.
وعلى الباحث الفطن الفصل بين ما هو أسطوري أو تم تعديل ترجمته مثل إمكانية القول أن الأنوناكي رمز للحضارة العلوية التي تفاعلت مع الحضارة البشرية وعلمت الانسان في مراحل عبر المختارين الربانيين وهذا تثبته النبوات والرسالات السماوية كلها وكذلك أخبار الملهمين والعارفين في تاريخ بني الانسان وقصص الخضر عليه السلام وإلياس وإدريس (أخنوخ أو هرمس الهرامسة) وما يرجع إليهم من علوم ومعارف كثيرة، وكذا الأمر فيما يخص شيث وعلومه اللغوية خاصة.
أو تكون تلك الأساطير أضيفت لاحقا مع تقادم العهد ومرور آلاف السنوات، فيتم تغطية تلك العلوم الفلكية المذهلة علوية المصدر بالأساطير التي ينفث فيها إبليس من نزعه وتخريفه، وهذا عالم في التاريخ البشري كتحول البيت الحرام إلى مقر للأصنام بعد فترة من حنيفية ابراهيم الخليل عليه السلام، ووجود أساطير الآلهة وقصص اساف ونائلة واللات. فلا غرابة أن تتسرب تلك المسائل ويتم تعديلها من قصص حضارات علوية لها رموز اسمية مثل أسطورة انليل ومردوخ وتعامة (وفي ذلك تصوير دقيق لخلق السموات وفتقها ونشأة الحياة) أو قصص جلجامش، وذات الامر في أسطورة آلهة الاولمب. فالجلي أن السومريين يعلمون بقصة خلق سيدنا آدم عليه السلام، وبالطوفان زمن سيدنا نوح عليه السلام، وطبيعي أن من لديه هذه المعرفة مع معارف كونية دقيقة ومذهلة لا يمكن أن يغفل عن وجود الخالق الواحد ويتوهم إلهة سُكون اسمها تعامة وزوجها الاله انليل وينجبان الاله مردوخ، وآلهة أنوناكي خلقوا الانسان، بل الجلي أن المسألتين صادرتين عن عقلين مختلفين بعقائد مختلفة تماما، وبينهما فترة من الزمن اندثر فيها علم الأولين أو كاد وانحرفت القلوب والعقول وتلك سنة ربانية في البشر.
العالم الأخير الذي نستشهد به في رصدنا العلمي لمسألة كوكب نيبرو هو الأكثر دقة ودراية ومتابعة، فقد رصد كوكب نيبرو لأكثر من تسع وخمسين عاما، إنه الأمريكي الجنوبي كارلوس فرّادا، وهو عالم فلك وزلازل، “لأكثر من نصف قرن أذهل العالم بتنبؤاته الفلكية والجيوفيزيائية”، كما يقول مقدم برنامج باللغة الاسبانية تم الحوار معه فيه[6].
من يتابع الحوار سيجد معطيات مذهلة عن هذا العالم المتفرد والنابغة العجيب، وأرى من المفيد نقل ما ذكره مقدم البرنامج من معطيات:”واحدة من أكثر نبوءاته الصادمة نشر في جريدة إلسور دي كونسيبسوينس يوم الثلاثاء 19 يناير سنة 1939، في ذلك اليوم تنبأ أنه في الرابع والعشرين من شهر يناير من نفس السنة على الساعة السابعة وعشر دقائق مساءا، سيدمر زلزال التشيلي، ولكن لم يصدقه أحد. وفعلا فقط بفارق أربع ساعات تحققت نبوءته، على الساعة الحادية عشرة وتسع وعشرين دقيقة من مساء نفس اليوم، ولمدة ثماني عشرة ثانية، ضرب زلازل كبير التشيلي ودمر خمس مقاطعات في جنوب التشيلي، مسببا مقتل أربعين ألف شخص.
تنبؤات كارلوس فرادا بقيت تتحقق مع مرور الزمن: سلسلة الزلازل بين 21 و25 مايو سنة 1960.
التسونامي الكبير الذي اجتاح ألاسكا.والزلزال الكبير في ليكوا. زلزال 1985 في فالاباريزو بالتشيلي. هذه بعض تنبؤاته التي تحققت والتي لم يستطع العلم الحديث تفسيرها.
عبر نظريته عن الجيوديناميك (حركة الأجرام في الفضاء) هذا العالم العبقري تخطة علم الفلك الحديث. من خلال حساباته لم يتنبأ فقط بالعديد من الزلازل، وثوران البراكين وتغيرات الطقس في كل أنحاء العالم. فكذلك اكتشف مذنبات وكواكب جديدة، واصفا مداراتها، كتلتها، درجة لمعانها، لونها، إحداثياتها بدقة عجيبة، قبل أن تكتشف بأكبر تلسكوبات العالم.
حالة السيد فرادا أدت بالمجتمع الفلكي الملكي البريطاني بلندن، إلى تغيير سياسته قائلا: “نظرا لحالة السيد مينوس فرادا الاستثنائية، كل مذنب جديد سيأخذ اسم أول من حدده بالحسابات، وليس من اكتشفه عن طريق الصدفة بالتلسكوب.
مينوس فرادا هو كذلك أول من أعطى معلومات دقيقة حول مسار وانحراف مذنب هالي الشهير أثناء مروره في نظامنا الشمسي. قائلا أنه في آخر لحظة سيرفع المذنب من سرعته وينحرف عن مساره ويمر بالقرب من الشمس.
وبالفعل في 12 فبراير 1996، هذا تماما ما حدث. المذنب المضيء تقدم 36 ساعة عن مساره ومر بقرب الشمس على مسافة 85 مليون كيلومتر”.
إن هذه المعطيات المذهلة تبين ما للرجل من علم ومعرفة، وأن له أساسا يبني عليه تنبؤاته لا يتعلق بالأرض بل بمسألة كونية. ويربطنا هذا مباشرة بعلم السومريين، وبنفس البناء المنطقي: إن صدقت كل توقعات أو تنبؤات فرادا لأكثر من خمسين عاما، فلماذا إذا سيخطئ في مسألة كوكب نيبرو؟
مع مواصلة متابعة البرنامج نصل إلى مسألة نيبرو: “بعد 59 سنة من البحث، هذا العالم الكبير يتخطى مرة أخرى مبادئ علم الفلك الحديث، وفي عمر 90 سنة يكسر الصمت بالكشف عن مسار كوكب هيركولوبيس.
أو الكوكب المذنب كما يسميه. والعواقب المرعبة لمروره قرب الأرض في الوقت القريب.”
ومختصر كلامه أن نيبيرو حقيقة وأنه كوكب مذنب، فله مدار اهليجي طويل كالمذنب، وكتلة كبيرة كالكوكب. وقد قام بحساب مداره. وأنه يقترب محملا بالطاقة الكونية ولا يحترم القوانين المتعارف عليها لحركة الأجرام في الفضاء، وأن البشرية غير مستعدة، قائلا: “سيأتي التغيير، وكذلك الدمار، وأكثر من أي شيء، فهو سوف يؤثر في الانسانية، وفي وجودها، وعطائها، وحتى في عيشها”.
إن كلام كهذا يصدر عن عالم كبير لم تخطئ تنبؤاته الكونية ولا الخاصة بالزلازل والبراكين وما يحدث في الأرض، وله علم عميق بالأجرام والكواكب وسبق في اكتشاف الكثير منها باعتراف المجمع الفلكي الملكي البريطاني ويقينا أن العلماء يعرفون مقامه بينهم وتميزه عليهم وسبقه لهم، هو كلام لا يمكن التعامل معه بسخرية، والقول أنه من نظرية المؤامرة وعشاق الاثارة، أو من جهلة لا علم ولا معرفة لهم. إنه كلام عالم كبير يدري جيدا ما يقول ويدرك جيدا ما يفعل. وأرجو متابعة الحلقة كاملة[7]، وكذلك مقاطع أخرى تتحدث عن الكوكب الأحمر أو كوكب اكس أو هيركولوبيس أو نيبيرو وهي مسميات لمسى واحد[8].
وكالة الفضاء الامريكية وفق بعض المصادر اعترفت بالكوكب اكس وقالت انه ليس نيبيرو ولا يهدد الارض مطلقا، ولكن بعض الذكاء يكشف أن كلامهم محض كذب، تماما كتعاملهم وتعامل الكونغرس مع ملف السفن الفضائية وظواهر فينكس وروزفيل وغيرها مما سنخصص لها بحثا منفصلا.
الباحث في مسألة نيبيرو سيجد طوفانا من المعلومات التي تحتاج إلى غربلة، ولكن فيها الكثير مما يصدر عن علماء لهم مصداقية عالية، وهنالك موقع خاص بكوكب نيبرو اسمه Planet x news فيه الكثير من المعطيات وكلام عدد كبير من العلماء بعضهم من وكالة الفضاء الامريكية وكذلك رصد ما يحدث في كوكب الارض في علاقة بكوكب إكس أو نيبرو مما يطول شرحه وأنصح بالاطلاع على محتويات الموقع[9].
العلماء الذين تكلموا ويتكلمون عن نيبيرو كثر، وهم من أكابر العلماء، ويمكن ايراد اسماء كثيرة أخرى ولكن نكتفي بهذه المجموعة، لنخلص إلى أن الأمر حقيقي من حيث الوجود، ولكن مختلف فيه تقديريا من حيث اليوم الموعود.
وهنا سيكون الفصل الأخير ضمن هذه السلسلة حيث أبين رأيي
في المسألة اعتمادا على القرآن والمعرفة والعرفان.
[1] https://arabic.rt.com/space/959627-%D9%83%D9%88%D9%83%D8%A8-%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88-%D9%8A%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%B6%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9/#
[2] https://www.ibtimes.sg/nasa-covering-existence-nibiru-over-30-years-says-former-usgs-scientist-25713
[3] http://earth-chronicles.com/space/a-famous-climatologist-warns-of-the-imminent-collision-of-the-earth-with-nibiru.html
[4] https://www.youtube.com/watch?v=VYFc34saAYU
[6] https://www.youtube.com/watch?v=BR_V216O5O8&fbclid=IwAR0WtLYIdNeGG0xbUFvzArwuhoc18qu_bx72NxG0xLMC29Gk5WY3vEN2n7g
[7] https://www.youtube.com/watch?v=BR_V216O5O8&fbclid=IwAR0WtLYIdNeGG0xbUFvzArwuhoc18qu_bx72NxG0xLMC29Gk5WY3vEN2n7g
[8] https://www.youtube.com/watch?v=DxjvbmnHHR0
[9] https://www.nibiruplanetx2016.com/
حوار مهم مع فرادا، يبدو أنه في الثمانينات أو التسعينات
لكن معطياته دقيقة فيما يجري على الارض اليوم
# الدكتور مازن الشريف، علم الفلك، نيبيرو