< 1 دقيقة للقراءة
عن الأدب مع الصالحين وشرف صحبتهم.
كن معهم: فإن رافقوك أمنت، وإن عاهدوك ضمنت، وإن ارتقوا رُفعت بهم.
وكن بهم: فإنهم كانوا بالله ولله.
ومن كان بهم لا يرد الله سؤاله، ولا يغيّر عن اليقين حاله.
وكن حولهم: فقد بارك الله حولهم، وجعل به قوّتهم وحولهم، وجعل له يومهم وحولهم.
وكن لهم: فقد أفلح والله خادمهم، وفاز منادمهم.
وخاب من كان لحربهم داعيا، وبكرههم ساعيا.
وكن بينهم: فهم القوم لا يشقى مُجالسهم، ولا تُقفر مَجالسهم.
قد فاقوا مقام الإنس، وقُرّبوا إلى مجالس الأنس.
وكن فيهم: فليس فيهم شقي، وليس فيهم إلا تقي. واقصد مقاصدهم، فما خيّبوا قاصدهم.
وكن منهم: فإن كنت منهم، فقد وَصلت وقد وُصلت. ومن وصل، واتصل فوُصل، وقاه الله الشَّرَّ، وحماه الضُّرَّ. فتلقّى وترقّى، ورأى الحق حقّا.
فذاك نعيم دائم، وخير وقائم.
وتلك مرضاة رب رحيم، ورفقة نبي كريم.
ومنزلة نور في نعيم مقيم.
عليك بالأدب في حضرتهم، تحظى بنور نظرتهم.
واعلم أن السر في الطاعة، وأن الأدب باب الشفاعة.
وكن في مقام المحق، تنل منازل الحق.
فمن لم يمحق نفسه في الحضرة محقا، ولم يسحق غروره سحقا.
يوشك أن يرمي به الغراّر، في مهاوي الاستكبار.
فتزلّ قدمه ويختلّ رسمه، ويمحى من ديوان الحضرة اسمه. ومن كان لك ناصحا فاسمع عنه.
ومن كان لك عند الله سابقا فتعلّم منه.
واعلم أنك مهما علوت فأنت خادم، ومن حُرم شرف الخدمة فهو محروم نادم.
وأن المقام لا يأتي بجهد قائم، بل بفضل مقيم، أن والوعد قادم والعهد قديم.
والله سبحانه مقيم العثرات، ومقيم المقامات.
قد جعل لكل مقاما أقامه حيث أراد له أن يقوم.
وأن ذلك محض فضله، وأن الأمر كله للقيوم.