2 دقائق للقراءة
قلت وكررت مرارا، لسنوات، أن الألعاب الإلكترونية خطيرة جدا، وأن فيها ما يدفع للانتحار، والهوس، والعزلة، وفيها ما يمثل برمجة قوية على الفعل الإرهابي بدقة عالية.
وأذكر أن هنالك من أجاب مرات كثيرة بالسخرية والاستهزاء.
إنها حقائق لا يمكن أن يفهمها الذي يجهل حقائق العقل الباطن وأسرار البرمجة والتنويم ومغنطة العقل، وكيف يتم استبدال الواقع المادي بواقع افتراضي يشعر فيه الجبان أنه بطل، والعاجز أنه قادر على كل شيء، والوحيد أنه محاط بجيش من الأصدقاء، وأسير الرتابة الباهتة أنه مغامر في أكوان جديدة.
ومن يرفضون المؤامرة اقول لهم: هذه النوعيات من الالعاب الاكترونية مؤامرة كبرى خاصة على الأطفال والشباب: إنها تسلب ألبابهم، وتدمر عقولهم، وتدخلهم في حالات من النوم المغناطيسي الجزئي الذي تتسع دائرته في الذهن تدريجيا حتى يدخل في خَدر كامل، ثم تبرمجه وفق ذكاء شيطاني رهيب، ومخدرات رقمية وتلاعب وجداني عقلي، ليتحول إلى مدمن، او قاتل، أو منتحر.
عملية قتل المصلين في نيوزيلاندا كانت شبيهة بالألعاب الالكترونية، ولو تم النظر في سيرة الارهابي لوجدوه مدمنا عليها.
هنالك ألعاب زومبي تعطي شراهة للقتل والدم.
هنالك ألعاب تسبب الانتحار السريع (مثل الحوت الأزرق) وأخرى تمثل تدريبا عسكريا معمقا وتبني شخصية بديلة تغلب الشخصية الحقيقية وتسيطر عليها: مثل لعبة فري فاير، والتي تسببت في حالات انتحار وجلطة وطلاق ودمار اسري كثيرة.
وهنالك ألعاب مطابقة لعمليات ارهابية كثيرة: مثل عملية مجزرة النزل بمدينة سوسة، وبالتفصيل الدقيق….
وبالنظر إلى أني حذرت من هذا منذ خمسة أعوام على الأقل، وكررته في الاعلام منذ أقل من شهر، فأنا واثق أن المستهزئين سيستمرون رغم كل شيء، فهم لديهم مرض التقرّد الذي يحوّلهم إلى قردة ساخرة، وأن الحكام الجدد لبلاد ثورة الياسمين المزيف سيستمرون في عمى من سبقهم، في وقت يحتاج الى وقفة، وحملات توعية، وحرب الكترونية على تلك الالعاب، وبرنامج نفسي اجتماعي، وبرامج تربوية وتثقيفية للحد من مخاطر هذه الألعاب وفهمها ومجابتها حتى في إطاب الحرب على الارهاب، ولإنقاذ الناشئة من خطرها الكبير.
لعل حكام اليوم يثبتون أني أخطأت أخيرا، وأن مسألة العمى الاستراتيجي التي ابتلي بها سلفهم، إلا من رحم ربي، أصبحت مجرد نقطة سوداء لا رجوع إليها.
* الألعاب الالكترونية أسلحة جديدة
* أنقذوا اطفالنا وشبابنا
* توعية الأسرة واجب
21-09-2020