< 1 دقيقة للقراءة
كان الإنسان في الجنة…ثم أصبح في الأرض…وهنا أو هناك..كان يبكي كلما فقده وحن إليه..إلى ذاك الذي يجد فيه ذاته وذاكرته.. وأمورا قد لا تتمكن اللغة من التعبير عنها…باختصار..كان يحبه جدا ويفتديه بحياته..ذلك الرائع دائما..الوطن…
إذا ضعف حب الوطن تزلزلت مكانة الإنسان…واضمحلت قيمته..لأن الوطن مرآةٌ إنسانية…إنه علائق معقدة بين الزمان والمكان والكائن…هل يختزل هذا معنى الوطن؟؟؟
الشعراء.. الإنسانيون بتميز.. والغرباء… أكثر البشر شاعرية.. تغنوا كثيرا بالوطن..فهل حقا لا نعرف قيمته الحقيقية إلا حين نفقده…؟؟؟!
هل يمكن لمن أُحب حين تستوعبني في حضن مخملي أن تكون نهاية غربتي وامتداد ذاتي..تكون بذلك وطني…؟؟
هل لي أن أفهم قيمة التراب الذي يموت من أجله إنسان نقي راق..وهو يبتسم غبطة أو يبكي حنينا؟؟
ما الوطن؟؟؟!!
هل يمكن للحظة ما أو مكان محدد أو وجه أم وملامح أب وذاكرة طفل أن تغدو أوطانا نصير من بعدها أغرابا حين ننأى أو تنأى عنا…؟
أنا الوطن..هكذا تقول لي القصائد التي كتبتها..لأنها دونت كل أزمنتي وأمكنتي وذاكرتي…
أنا الوطن..تجزم الأرض وهي تحملني من مكان إلى مكان وتزيدني غرابة وحيرة..
أنا الوطن..تهمس السماء في أذن روحي..استرخي قليلا فقط..فقريبا يضمٌّكِ حضن لا يزول…
وطن..وطنْ
سفر بأشرعة المكان على تفاصيل الزمنْ
ضوء يشع بكون نفسي حين تخنقني المحنْ
وطني أنا ذاتي وروحي ربما أوجاع قلبي والحزَنْ
لكنه حتما رؤاي المشرقات على المدى ذوقا وفنْ
وأنا الغريب بكل حال
إنني ذات الوطنْ
المزة – دمشق
12/12/2009 05:26 ص