2 دقائق للقراءة
هو نسق منظم من العمل، يمكنه فيه استخدام جمعية مدنية ذات تمويل مشبوه، أو حركة دعوية تطوف أنحاء المجتمع وتتقمص دور النصح والارشاد، وهذا نموذج، وهنالك نماذج مختلفة كثيرة حسب نموذج المجتمع المعني تشترك كلها في العمل النوعي داخل المجتمع. فليس الإرهاب مكوّنا بسيطا، وليس مجرّد شخص يحمل حزاما ناسفا ويفجّر به نفسه، بل هو عمل دقيق شامل. هذا الوباء يسكن في كل شيء، وحين يبحث عن ضحاياه فإنه يختارهم بعناية ودقة متناهية، وفي تمشيه الاجتماعي يستخدم كل السبل، خاصة حين يجد غباء سلطويّا أو تواطئا ودعما، وكذلك سذاجة مجتمعية وقبولا له في وجوهه الكثيرة المقنعة.
يتم التمشي الاجتماعي وفق مسارات كثيرة، ولكنها تصب جميعا في صنع الخلايا العنقودية وغرس قيم تلك الخلايا وصبغها بالسرية مما يخلق الحماس والإثارة لدى الضحايا الذين يتحولون تدريجيا إلى مجرمين. وكذلك استغلال تخلي المجتمع أو تجاهله لتلك الذوات المكونة له، مما يجعل الفرصة سانحة لكل واحد منهم ليكون له مركز اجتماعي مرموق وقيمة كان يبحث عنها، ولا يطّلع الضحية على المراد منه منذ البداية بل يتم استدراجه، وهنالك من يبقى ضمن مستويات أولية تتمحور حول إصلاح المجتمع وبث التوحيد الحق فيه – ضمن الجانب الإسلامي لهذا الأمر – متقمصا شكلا معينا منضويا ضمن عصبة محددة، لكنه يمكن أن يتحول إلى إرهابي باستمرار تخلي المجتمع وتعامي الحاكم وعدم توفر استراتيجية للدولة لإعادة تأهيله اجتماعيا أو دفعه بحكمة نحو الفعل الإيجابي. وهو ما يعني الآتي: ليس كل شاب سلفي إرهابي، ولكنه مؤهل أكثر من سواه للتحول إلى ذلك، بحكم أن المرجع الأصلي للسلفية هي الوهابية التي تعتبر المعين الأهم للإرهاب في العالم الإسلامي.
التمشي الاجتماعي يمكن أن يزرع كره المجتمع ورفضه وتكفيره على العموم، أو فكرة تدميره لأنه لا يستحق المغفرة بحكم أنه مجتمع كافر، وغيرها من الأنماط التي لها مؤدّى واحد: التفجير.