3 دقائق للقراءة
أما ما يخص الجانب البرمجي، فالمبرمِج أسميه: (العقل المدبّر)، والمبرمَج سميته (العقل المدمّر).
1ـ العقل المدبّر: هو عقل يتقن فنون البرمجة العقلية والنفسية، يبحث في الثغرات ويحاصر عقل ضحيته بنظم فكرية وبرمجية حتى يخترقه ويتمكن من غسله وإعادة برمجته على أمر واحد: التفجير. وهذا العقل لديه بعد استخباراتي ولديه خبرات كثيرة، وهو على مستويات أخطرها: العقل الخفي الذي لا يظهر ويصعب الوصول إليه ويمكنه العمل من خلال شبكات يحركها في دوائر لا تعرف دائرة أختها. ثم العقل التقي وهو عقل يلبس التقوى والمبادئ وسيعمل مظهرا مقنعا بتلك التقوى والصلة مع الله – أو مع الآلهة أيا كان الدين – فالمتطرف ضمن منظومة العقل التقي هو يظهر الورع والالتزام سواء ادعى الإيمان بآلهة ما أو بفكرة ومعتقد معين أو كان من أي دين آخر – فالمهم في نظام هذا العقل أنه يستخدم مخزون الروح والمعتقد ليلبس أفكاره التخريبية صبغة القداسة وتصبح عقيدة لدى معتنقيها. وطبيعي أن ما أسميه العقل الخفي يكون مشرفا على ما أسميته العقل التقي ويكون الثاني في صلة مباشرة مع العقول المدمِّرة والمدَمّرة.
2. العقل المدمّر: هو عقل تمت برمجته على التدمير، ومرّ بمراحل نظريتي الثلاثية (التنظير، التكفير، التفجير) ، وهو عقل مُدمَّر قبل أن يكون عقلا مدمِّرا، فيتم تدمير كل قدرات التحليل والتمييز والنقد لديه –كما بينت في مرحلة التنظير – ثم يتمر حشوه بآليات التدمير ومبرراته “المقدسة”، ولا تجد إرهابيا في العالم كله إلا ولديه معتقد يتطرف ويتعصب له، ويكون من خلف ذلك العقل المدبّر بقسميه الخفي والتقي. وربما يكون للتقي بعد آخر من التخفي أيضا.
3. منظومة التفاعل: يتفاعل العقل عبر الاستلاب والتنويم والدمغجة.
فالعقل المدبّر يدعي أنه قريب من العقل المدمّر يريد تحريره وإيقاظه وإصلاحه، حتى يسلبه تدريجيا فيكوّن بذلك رابطا علائقيا ذهنيا عاطفيا يغلب عليه الوهم. لذلك ترى طاعة الانتحاريين والتكفيريين لأمرائهم ومشائخهم طاعة عمياء وكذا كل مستلب في طاعته لمن اخترق نظامه العقلي الذهني العاطفي. أمر يمكن أن تراه في نموذج الحشاشين وعقيدتهم الفاسدة ونزعتهم الانتحارية المرعبة لمجرد أمر من شيخهم.
أما التنويم فهو طريق الاستلاب والسلب الكلّي، فيكون المنوّم مخدّرا مختل النظم عاجزا عن التمييز فاقدا لآلية التحليل والقدرة على النقد.
أما الدمغجة فهي كيفية الاستلاب وناتج التنويم فبعد أن يتم تخدير العقل وتنويمه إيحائيا ومغناطيسيا بأشكال جزئية أو كاملة عبر نظم تستخدم حتى تكرار آيات من القرآن بشكل مبالغ فيه وتكرار كلمات وحركات وطقوس معينة حتى يتم تخدير الوعي، بعد ذلك يكون الذهن مهيأ للاختراق والعقل جاهزا للدمغجة ويكون للخطاب المؤثّر والأسلوب الإيحائي وأساليب البرمجة العصبية اللغوية والقدرات اللفظية والخطابية وتأثير الصورة والتواصل الافتراضي أثر عميق في سرعة الاختراق والدمغجة وتيسير التنويم وتسهيل الاستلاب حتى يمكن فعل كل ذلك في ثلاثة أشهر فقط تحول طالبا أو طالبة من المتميزين في الدراسة والعاشقين للحياة إلى قتلة إرهابيين وانتحاريين تكفيريين والنماذج كثيرة في الواقع. وكلما ضعف التكوين الثقافي التحليلي (أدبي خاصة) كان الاختراق أيسر لذا أكثر المخترقين والمدمغجين من التخصصات العلمية. كما أن الجانب العاطفي كلما كان مختلا يسهل الاختراق، وكذلك غياب معنى وجودي للحياة والتصحر الديني والخواء الروحاني. ويشكّل ضعف الرابط الأسري سببا أيضا في تيسير الاختراق حتى عبر الانترنت فقط ومشاهدة الفيديو المعد للغرض والذي يحوي في اناشيده وخطاباته برمجيات ذكية جدا تجعلني كخبير في هذه المجالات واثقا أن يدا صهيونية وأيدي أخرى استخباراتية وعلمية قوية جدا تساهم في تطوير ذلك وتفعيله مما يخرج بالعقل المدبر من خبث شيخ تكفيري إلى مكر منظومة كاملة ونفاذها الكبير.