عيناك جيش من فداء (من ديوان أغاني عشقيار، مطبوع)
2 دقائق للقراءة
مازلت أعبد في عينيك من رفع السماءْ
وتهزني الأشواق كالغصن
تحطمه العواصف في الشتاءْ
مازلت أكتبك القصائد
يحتويني الحرف
أرسله شواظا
محرقا وجه الفناءْ
مازال إيماني بحبك راية بالقلب أحملها
أقدس فيك رب الكون
علمني أفتش عن سعادتي
تحت أكوام الشقاءْ
مازلت يا معبودتي الحلوة ومولاتي الأميرهْ
أرسل القلب إلى عينيك كي يلقى مصيرهْ
وتميتني عيناك عشقا كم أخافُ
حين يمضي الموج يحملني
وتبتعد الضفافُ
أن يخط العمر رحلته الأخيرهْ
مازلت يا محبوبتي
الطفل الذي كفكفت دمعه ذات يومْ
ووهبته الحلوى ومعطفه الجديدْ
كم كان يبكي كل عيد
حين ينهمر المرار
ويستبد البرد
يطعًنُه الجليدْ
مازلت يا عمُري ويا قمري البعيدْ
أسكب الدمع مدادا للقصيدْ
وأخلِّقُ الأحلام من نار وماءْ
مازلت في عينيك أعبد من يعلمني التوهج
واَبتسام السيف في كبد البكاءْ
عيناك يا عشقي
ملائكة من الرحمان تمطرني ضياءْ
عيناك
تاريخ من الصبر
وجيش من فداءْ
مازلت في عينيك أحترف التوحش يا حبيبهْ
وأمزق الأحزان
أطعنها\ وتطعنني
فيغرقني دمي
وترجّني الأوجاع خاطت لي فمي
كل العشائر أنكرتني
والقبائل أعلنت حربي
ستقتلني الطوائف فاَعلمي
أني أوحّد فيك ربي
وأقدّ من عينيك ليلي وأنجمي
القيد ينهش معصمي من للغريبْ
أسرى إلى عينيك فجرا هاتفا
يا رحمة الرحمان يا وجه الحبيبْ
مازلت في عينيك أعرفني فتنكرني اللغاتْ
وزوارقي في البحر مغرقةٌ
ومغلقةٌ
دروبي إلى النجاةْ
مازلت فيك متيما
مثل الشهاب عبرت قلبي
فاحترقت وما صرختْ
كنت التمرد قبل عينيك ولكني لعينيك رضختْ
هذي جيوشي ترينها ترعى الغرام
وتجابه الأحزان\ تكفر بالظلامْ
مازلت أهتف يا أميرتي كل عامْ
أنا المسيج باللهيب وبالضرامْ
أني المسبح للذي فطر الأنامْ
سبحان من في مقلتيك
تمظهرت آياته
وتجلت الأشواق جيشا
من ملائكة كرامْ
ذي دمعة في مقلتيك رأيتها تبكي السجونْ
وتميتني عيناك عشقا كي أكونْ
عيناك نهر من وفاء لا يخونْ
مازلت يا قدري أداري الدمع كي يأتي الربيعْ
وأصيِّرَّ الأحلام صلصالا
أشكل حبنا أملا على شفة الرضيعْ
مازلت أومن أنك
الأم.. الحبيبة… والوطنْ
وأهيم في الرؤيا
يضيعني الزمنْ
خيطا من الروح
استباحته الحياة
بلا ثمنْ
الرواضي
3ماي 2005
