من للمبتلى (من ديوان مدد، مطبوع)

قـد بــــتّ أشــــكو تـعَلُّلي
وتــولّـُـــهي وتـــــذلُّـلـي

ونظرت لــيـــلي مــــطبقا
يـــا أيـّـــها الليــــل انجلِ

نـاجيت من فَطَر الورى
ودعـــوتُ ربَّ الكـُمّلِ

يــا من يَرى من لا يُـرى
هل قد رضيــتَ بمقتلي

أئِنُّ مــــن تحت الـــثـرى
قــهـــرا وأنــــتَ مـؤمَّلي

أأخذتَ حـلمـي يــــــانعا
وتــركت ملح الجرح لي

أأقول أنــــت ظــلـــمـتــــني
والعدل من صفة العلي

إني ســــألـتـــــك بــــالأُلى
صحْبِ النبيّ ومن يـــلي

وبـــــآل بيـــــت مُــحَمّدٍ
وبفَــــاطِـٍم ونُـــهى علي

وبجــعفرَ الــطّـــــيــــارِ في
كــــون بــهـيّ مُخــــمليِ

وبحمزةَ الــــــكـــــرّار في
يـوم الوطــيـــس المُرجِلِ

بدم الــذبيــــح بـكــربــلا
فـي يـــوم كــرٍّ مـــذهلِ

بأخيـــه بالــــسِّبْـط الــذي
مـثـــواهُ أفــضــلُ مــنزلِ

وبـــكـل مـَـــن أرســـلـتَهم
وبـكـــلِّ قُـطْبٍ أو وليِ

بالـــــخِـضْـر مَــن علّمته
عــلـمَ الــكـــتــــاب الأوّلِ

بالروح جــــبريــــلَ الـذي
آخــــــاهُ أكــــرمُ مرسَلِ

بالطيّــــب المختـــــار مَــن
مــــا ضلّ يـومـــا أو قُلي

بــــمُـحّـــمــــدٍ بـــمــــحــمّــدِ
بــالـهـــاشـــمــيِّ الأكمــلِ

يـــا ربِّ لا تغــضـــب ولا
تــبــــلــو بـكـــيـــد ممهَلِ

يـــا ربِّ يا مـــن قـد علا
مـن للــفقيـــــر الأسفـلِ

مــن لي ســواك مؤمّــــلاَ
إن لــــم تجُــــد للســّــائـــلِ

فانظر شريـــــــدا مهــملاَ
حـــــاق الشقا بـالمُهـمَلِ

وانظر عــبادك في الـبــلا
والأرض مثــلُ المِرجَلِ

يــــا ربِّ مــــن للمـــبــتلَى
إن لم يــــبـــــالي الـمبتَلِي

طرابلس
‏02‏/12‏/2007‏ 06:54:55 ص