دَمْعٌ عَلَى جَفْنِ بَغْدَادْ إلى بغداد..شمس الحضارة…وإلى العراق العظيم وأهله الطيبين

2 دقائق للقراءة

سَــــــلِّـــــمْ عـــَلى بَـــــغْــــدادَ أيَّـــانَ تَـــذهبُ
وارْأَفْ بِقـَـــلْـــبِـكَ كَـمْ يَــــحِـــنُّ ويـــــطْــــرَبُ

أغْــــرَبتَ في الأَصْـــقـــــــــاعِ غَــرْبًا ومَشْرِقًا
وسَكَنتَ حَيثُ الحُلْمُ يُكوى ويُصلَبُ

بَـــــغْــــدَادُ يـــــا شَمْسَ الْـــحَــــضَــــارَةِ كُـــلَّـمَا
يَــمَّــــمْتُ وَجْهي صَــوبَ وجْــــهِــــكِ أتْــعَــبُ

أبْــــكِـــيــكِ أبـــكِـي الــمَجــْـدَ أبْكِي مَدِيــــنَتي
أبكي ضَــــمــــِـــــيرًا بـالْـــــفِـــــــرَاقِ يُــــــعَـــذَّبُ

“يَقولون لَيـــْـــلَى بالْــــــعِــراقِ مَـــريــضَةٌ”
طفْـــليــنِ كُـنّـــا قُـــــــربَ دِجـــْــــــلةَ نَـــــــــلعَبُ

وتَـــــرُجُّـــــــني الأشْــــواقُ يَـــتْـــبَـــعُـــهـَا الأَسَى
وتـــهُــــزُّنــي الأَحْـــــــزَانُ كـالــطِّــــفـْلِ أُرعَبُ

بَــــغْـــدَادُ مَـــا بـــيَ كُـــلَّــمـــَا حَــــــنَّ الْـــــهَوى
أقْـــبَـلْـــتُ أَلْـــثُــمُ ضِـــفَّـــــتَـــــيْـــــكِ وأرْغَــــبُ

ذي ضِـفَّـــةٌ للأَمـــْــسِ كُـــــنْــتِ قَـــــصــِــيــدَةً
في كُـــلِّ جَـــفْــنٍ بــــالـْــمَـــحَـــبَّــــةِ تُـــــكْــــتَــبُ

ذي ضِــــفَّــةٌ للآنِ صِـرْتِ قَـــــــــصــِـــيــدَةً
للمَـــــوتِ والـــــوَيْــلاتِ والـــدَّمــــعُ يُــــسْـــكَبُ

حَـــتّـــى الـــفُـــــــراتُ الـــــــيَـومَ أُبـــصِرُ دمْـعَهُ
والـــــحُزنُ جــــاوَزَ ما يَــــظُـــنُّ ويـــــحْسَــــبُ

أبكي ثَــــرَى الأَمـــجَـادِ أبْــــكِي فَـــــــوارِسًــــا
لـَمــّــا رَأَونيَ فـــي الـــــمَـــلامـــةِ أَسْـــهــــَــــبُوا

قَــــالُـــوا تَـــنــــَـامُ اللَّيـلَ قُـــلْـــتُ تَـــــمَـــــــــــاوُتًا
قَـــــــالُـــــوا تَـــرَكْتَ الْــــحَــرْبَ قُـلتُ تَــسَــرَّبُوا

في كُلِّ شَيءٍ لَـــمْ أَجـــِـدْ شَــــيــــْــئًا سِــــــــوى
مَــــــوتٍ بَــــطِــــيءٍ فـــي دَمِــــي يـــــتـــَقَـــلّـــبُ

وثَـــــــوَيْتُ لَـــم أَتْـــــــرُكْ سِــوَاكِ وَصِــيّــــــــةً
بَـــــــغْــــدَادُ يــــا بَـــــغْـــــدَادُ حَـــــتّــــامَ أُغْــلَبُ

جَـــــاءُوكِ كالأَسْـــــــقَــــامِ في غَدْرِ الْخُطَى
كـــــمْ قَــــــتَّـــلُوا بالـــرَّافِـــدَيْـــــــنِ وخَـــــــــرَّبُـــوا

يــا للرِّجَــالِ بـــــأرْضِ بـــَــــــابِـــلَ مَا لَقـَـوْا
يــــا للحَـرَائِـــــرِ تُــــــسْــــتَــــبَــــــاحُ وتُسْلَبُ

يَــــــا للــــــــرَّحِــيـلِ وللـوَدَاعِ ودَمْــــــــعِــــــهِ
حِـــــــــينَ الـــــتَّـــــغَـــــرُّبَ في الـــمَـدَائِنِ أوجَبُوا

بَـــــــغْـدَادُ يَا عِــــشْقـــــًـا يـُـروِّعُ خَـــــــــــاطِرِي
أَدْمَـى الْــــــمُـولَّـــهَ مـَا يَـــــــعِــــــنُّ ويُـــنْــــشَــبُ

ضـَاقتْ بــــِنـــا الأَوطـــانُ يــا وطن الضِّيا
لا الـكـــَــوْنُ بَعدَكِ يَـــا أَبِـــيــــَّـةُ أرحَبُ

فَصِــــلِـي الـمُـــتـــيّــــمَ قَــدْ تَـــمَزَّقَ واصطَلى
لا الـــصّـَـــــبْرُ أَجْـدَى غَـــيرَ أَنَّــــــهُ أَطْـــيَــــبُ

حَــــتّى مَـتَى أبــــْكِيــكِ يُـــوجِــــعُـــني الـــــنَّوى
حَـتّى مَــــتَى تَـــــمْضينَ والـْــمَـــوتُ يُجْـــلَــبُ

وتَـــبَــــسَّـــمَـــتْ بَـــــــغْـدَادُ أَقْــصِــــرْ يَــــا فَتى
وانْـــــظُــــر إلى عَـيْــنَيَّ هَـــلْ صـرتُ أرْهَبُ

لا شَيْءَ غَـــــــير الـصـَّبـــــرِ يَسْكُنُ نَظْرَتِي
مَـــهْمــا رمَـــــــونِي بالـــــسِّهـامِ وصَـــــــــــــوَّبُوا

هُم مَــحْـــضُ وَهْـــمٍ لا تَــخَــفْ مِـــنْهُمْ ولا
تَـــــيْـأَسْ فـــأنتَ الــــبَـابـِـلِيُّ الأصْـــــلَــــبُ

أنَــــــا مَــجْـــدُ أَرْضٍ مُـــــنْــــذُ آدَمَ قـــــَـد بَــدَا
قَــــــبَـــــســًــا يُــــــضــــيءُ وما طَــواهُ الغَيهَبُ

أنَــــــا في الـمَــــــدَى شَمْسٌ يُبَاركُها الَّذي
فَـــطَـرَ الــبَريّــِةَ والــــــسَّــــنَـــا لا يُــــحْــــجَــــبُ

مــِنْ قــَـبْلِ إبـــراهيـــمَ يـــــقْــــصِدُني الْوَرَى
هلْ مِثْلَ مَجدِي قد حـــَــــــــواهُ الـكَوكَبُ

وَجَـــــعِي عَنِيـــــــــفٌ بَاتَ يعْصِرُ مُهْجَتي
كِــــنَّـــني للــــصَّـــبرِ دومـًــــــــا أُنْـــــــــــسَــــــبُ

مَــــوَّالُ أُغْــنِـــيَــــــةٍ يُـــــعَـذِّبـــُها الـــْــــجَـــــــــوى
يــــــا عـاشقًا بَـــــــغْدَادَ أنْــتَ مُـــعَـذَّبُ

ارْفَـعْ بـِهَـــامِـكَ وانْتَصِبْ قُمْ واحْتَسِبْ
رُغْــمَ الــــمَـرارِ فـــــكَــــأسُ دمْعِكَ أعْذَبُ

دَمْــــــعُ الــــوَفِــيِّ ولا ضَـحُوكٌ خَــــــائِــــنٌ
بالذُّلِّ يُــسْــقَى وبالــمَـــــذَلَّـــةِ يَــــشَــــــــــــــــرَبُ

اغْضَبْ لوجْهِ الحقِّ اغْضَبْ للحِمى
قـَــد ذلَّ بيـــنَ الـــنَّــــــــاسِ مَــــنْ لا يَغْضَبُ

دمشق ‏13‏/09‏/2009‏ 12:33:21 ص
تمّ تعديلها في سوسة (تونس) بتاريخ ‏09‏/03‏/2015‏ 03:35 م

منشورات ذات صلة

للأمانة
  للأمانة إن ما يجري خيانة صهيون لم يقتل لوحدهْ كم خائنا منا أعانه ويود أن نفنى لكي يُبقي كيانه غاصبا للأرض مهترئ الملامح...
< 1 دقيقة للقراءة
احمليني على كتفك
هذا مشهد من المأساة…. فيه معان أعجز عن حصرها… أكتفي منها بهذه القصيدة، التي مزجت فيها بين اللسان العامي والفصحى. مجرد صرخة أخرى، وسأسجلها...
< 1 دقيقة للقراءة
لم تعد لي رغبة في الكلام
لم تعد لي رغبة في الكلام ولا في سماع الخطب فذي النار قد أسعرت للضرام فماذا يفيد أنين الحطب   لم تعد لي رغبة...
< 1 دقيقة للقراءة
ما من كلام
ما من كلام يريد الصبر صاحبُه إلا وحزن مدى البلوى يصاحبُه جرح عميق وأوجاع ملازمة وهموم دهر لها صوت يعاتبهُ ماذا يقول لسان الحرف...
< 1 دقيقة للقراءة
ولاء
قصيدة ولاء 🍁 الشيخ الدكتور مازن الشريف الحسني الحسيني يا شقيق الفؤاد حينا فحينا ردد الشدو عن جوى الصالحين ردد الشدو رائعا سلسبيلا يستحث...
< 1 دقيقة للقراءة
عينان من تحت الثرى
هذه الأعين تحكي خبرا عن صغير قد رأى إذ نظر تحت سطو البؤس والوجع الذي صيّر الأحزان نهرا وجرى وجفون ذابلات بعدما زمجر الزلزال...
< 1 دقيقة للقراءة
نحب البلاد
نحب البلادَ ونعشق سر البلادْ نمد الأيادي لصد الأعادي ونحرس وجه البلادْ فإن البلاد التي أنجبتنا تعز علينا وإن البلاد التي أنبتتنا تحن إلينا...
< 1 دقيقة للقراءة
بكل أمانة
خيانة ولكن بكل أمانة وصدق عميق التقمص للكذب المفترى والمهانة ومهما يهينون أو يفسقون فهم يفرحون بأسيادهم لأن الكلاب تحب الإهانة يبيعون اوطانهم للجحيم...
< 1 دقيقة للقراءة
نفس الدرب
لم تخرج حيا لكنك أحييت ضمائر ميتة في عصر الرعبْ وجمعت الناس على بئر في الزمن الصعبْ ينتظرون ولادة طفل من قاع الجوف وبقيت...
< 1 دقيقة للقراءة
للطفل ريان
لست نبيّا لكنك في جوف البئر لم يأتك ما جاء ليوسف لتنبأهم حين تعودْ العالم ينظر في حيرة ما حكمة بئر تسقط فيه وأنت...
< 1 دقيقة للقراءة