< 1 دقيقة للقراءة
خلق الله الخلق وضمن لهم الرزق، وأخذ عليهم سابق الميثاق أن يؤمنوا ولا يشركون به شيئا.
ثم فضّل بعضهم على بعض، ورفع مقام بعضهم فوق مقام بعض، فسبقت منه الحسنى لمن أراد، وحقت منه الكلمة على من شاء.
وبعث الأنبياء من ذرية آدم بعد أن استخلفه على الارض، مبشرين ومنذرين، وكتب الطاعة للسعداء والمعصية على الأشقياء، وجعل لكل نبي من المجرمين عدوّا.
وجعل آل الأنبياء أشرف من أصحابهم، وأصحابهم أفضل من أتباعهم، وجعل على كل فترة من الصالحين رجالا ونساء يورثهم السر ويهبهم الحكمة.
فمن شاء أن ينافس في ذلك فليقتحم، ومن شملته العناية وخطبته الولاية أقحمته إقحاما.
ذلك أن الله ما كان ليخلف وعده، وأن الذين أرادهم له لن يكونوا لغيره.
أما الذين مقتهم فلن يجدوا إلى النور سبيلا ولو كانوا في أكنافه.
كمن جعلوه في النحاس وألقوه في النهر فلا ابتل ولا شرب، ولا رأى للماء وجها.
ذلك أن الحضرة إذا خطبت غلبت، وإذا أبت حجبت.
المدينة المنورة، بجوار مقام الحبيب
27/02/2019 17:21