< 1 دقيقة للقراءة
سَأَلْتُكِ بالرِّيحِ والعَاصِفَةْ
ومَا تَحْتَوِي الرُّوحُ والعاطِفَةْ
وبالأُمْنِياتِ صَدَى الأُغْنِياتِ
ومَا أَبْدَت الأَعْيُنُ الخَائِفَةْ
بِمَا في الضَّمِيرِ وخوْفِ الـمَصِيرِ
وبالأَرْضِ مُلْتَاعَةً نَازِفَةْ
بدمْعِ السَّماءِ وحُزْنِ الـمَسَاءِ
وبالبَحْرِ والـمَوْجَةِ العَازِفَةْ
سَأَلْتُكِ بالله أن تخبريني
عَن الصَّبْر في رَجْفَةْ الراجفَةْ
وسِرِّ النَّزيفِ وعَسْفِ الخَرِيفِ
وقبْضَةِ إعْصَارهِ القَاصِفَةْ
ظَننَّا الرَّبِيعَ أتَاكِ أَخِيرًا
رقَصْنَا لأحْلاَمِهِ الزَّائفَةْ
فَلاَ القُدْسُ عادَتْ إلى أهْلِهَا
وذِي الشَّامُ في الـمَوْجَةِ الجَارفَةْ
وصارَتْ دِمَاؤُكِ في كُلِّ رُكْنٍ
وحيَّرَ فرْطُ الأَسَى واصِفَهْ
وعَاثَ الشَّقِيُّ علَى غَيْرِ هَدْيٍ
يُقَتِّلُ للدِّينِ والطَّائفَةْ
فقولي أَيا أُمَّةْ الأنْبِيَاءِ
وأَرْضُكِ مَوْجُوعَةٌ آسفَةْ
تُرَى تَصْمُدينَ لِعَسْفِ الرِّياحِ
وتَبْقَيْنَ كالنَّخْلَةِ الوَاقِفَةْ
سألتني والسُّؤْلُ في مَدْمَعِي
تَرانِي فقُلْ لي تُرى مَنْ مَعِي
لصُوصُ الطَّريقِ شُواظُ الحـَريقِ
صُراخ ُالتَّواريخِ في مَسْمَعِي
أَنــَا أمَّةٌ أنجبتْ ألْفَ نـَهْرٍ
وظلَّتْ كمَا الطَّوْدِ لَمْ تخْضَعِ
أَنــَا كالفُراتِ برَغْمِ الغُزاةِ
وكالنِّيلِ في عزْفِهِ الأرْوعِ
أَنــَا الْمَغْرِبِيَّةُ والْمَشْرِقيَّةُ
والْمَقدسِــيّـَةُ في الْمَنْبعِ
أَنــَا بالخَليجِ وكمْ في نشِيجِي
حكاياتُ زِرْيابَ والأصْمَعِي
يعيِّرُني النَّاطِقُونَ بِجَهْلٍ
وأهْتفُ بالْمُلهَمِ الأَلْمَعِي
أَنــَا منْذُ بابِلَ أُهْدِي السَّنابِلَ
غَيْرَ المحبَّةِ لَمْ أزْرَعِ
وكمْ يزْرعُ الغَادِرُونَ بقَلْبي
جِراحًا من الدَّمْعِ لـَمْ تَشْبعِ
وليِ أَلـْفُ بوحٍ ومِليونُ جُرْحٍ
بِمَا قَدْ سَمِعْتَ ولَمْ تَسْمَعِ
فقُلْ للَّذِينَ رمَوْنِي بعقْمٍ
وقَالُوا أيَا أُمَّنَا ودِّعِي
سأشمَخُ كالنَّخْلِ رُغْمَ الجِراحِ
ويقصِفُ صوْتيَ كالـمِدْفَعِ
وأسمع في اللَّيلِ صوْتَ السَّمَاءِ
أيا أُمَّةَ الشَّمْسِ لا تجزَعِي
ستُشْرقُ شَمْسُكِ رُغْمَ العَدُوِّ
وَمَا يفْتَرِيهِ ومَا يدَّعِي
سوسة 20/03/2016 12:36 ص