< 1 دقيقة للقراءة
حَبِيبَتِي كتَبتْهَا السَّماءْ
بِحرْفِ الضِّياءِ البَهيِّ الجـَليلْ
وأنْشَدهَا الغَيْمُ عِنْدَ الـمَسَاءْ
وعَانقَهَا الـمَوْجُ قَبْلَ الرَّحِيلْ
ومَالتْ لَهَا الشَّمْسُ تُهْدِي الضِّياءْ
يُعَانِقُ أَغْصَانَ قدٍّ طَويلْ
وكلُّ السَّنابِلِ لـمَّا تَراهَا
تَهيمُ بأَعْطافِ خَصْرٍ نَحيلْ
حَبِيبَتِي لمّا يزَلْ مُنْتهَاهَا
علَى قِمَّةٍ فَوْقَ سَعْفِ النَّخِيلْ
وتُفَّاحةً لَمْ تزَلْ وَجْنتَاهَا
حُقُولاً مِنَ الزَّهْرِ والسَّلْسَبيلْ
هُوَ الفَجْرُ كَمْ مِنْ قَصِيدٍ حَباهَا
وكَمْ مِنْ حَمامٍ وكَمْ مِنْ هَدِيلْ
وذَا اللَّيْلُ لَمْ يبْتَسِمْ مُذْ رَآهَا
يُكابِدُ في صَبْوةِ الـمُسْتَحِيلْ
فلاَ البدْرُ يَعْرِفُ بَدْرًا سِوَاهَا
تنَاثرَ في طلْعَةٍ للْجَمِيلْ
وذَا النَّجْمُ يَحْلُمُ مُنْذُ الْتَقاهَا
ويُرْضِي اشْتِياقَهُ بعْضُ القَليلْ
حَبِيبَتِي إنْ تَسْأَل البَحْرَ عنْهَا
يُخبِّرْكَ عنْ مدِّهَا إذْ تفِيضْ
وكلُّ الشَّواطِئِ مدَّتْ إلَيْهَا
يدَ الوجْدِ باحَتْ بِحرْفِ القَرِيضْ
وفيِ كلِّ نَهْرٍ لهـَا ألــْفُ نَهْرٍ
مِنَ العِشْقِ يا للْمدِيدِ العَرِيضْ
إذَا مَا رأتْهَا الجـِبالُ تَداعَى
بِهَا الشَّوْقُ أنــَّتْ أنِينَ الـمَرِيضْ
تَجودُ علَى الْمُبْتَلَى في هَواهَا
بِنصْلٍ مِنَ العِشْقِ سلْطٍ رَمِيضْ
فَقبْلهاَ لاَ شَيْءَ غَيرَ الحَنينِ
وبَعْدهَا لاَ شَيْءَ غَيرَ الحـَضِيضْ
إذَا أوْمَضَ البَرْقُ مِنْ مَبْسَميْهَا
فَإنَّ الحـَرائِقَ خَلْفَ الوَمِيضْ
سوسة 25 جانفي 2017