2 دقائق للقراءة
إنْ كانَ قَلبُكِ لاَ يُرِيدُ وِدَادِي
فخُذِي غرامَكِ مِنْ صَميمِ فُؤَادِي
يا فِتْنةً مَلكَتْ علَيَّ مَشاعِرِي
تَركَتْ عُيونَ الصَّبِّ دُونَ رُقَادِ
إنـِّي الأَسِيرُ وكَمْ أَسِيرُ بِلاَ هُدًى
والقَلْبُ يَهْتِفُ مَنْ يَفُكُّ قِيادِي
صَحْراءُ صَدِّكِ لَمْ تَهِبْ لِمُتَيَّمٍ
غَيْرَ الهَجيرِ فَمنْ كقَلبِيَ صَادِي
وسِهَامُ لَحْظكِ لَيـْسَ تُخْطِئُ مَرَّةً
عَلِمتْ بِأَنَّ الْمَوْتَ فِيكِ مُرَادِي
وَهبَتْ ومَا وَهبَتْ سِوَى وجَعِ النَّوى
فالحُزنُ راحلَتِي إليْكِ وزَادِي
تَعِبتْ مِنَ الأَلـمِ العَتيِّ قصَائدِي
والحُلْمُ مغْترِبٌ بِغَيْـرِ بلادِ
وصَبابَتِي تَفْنَى بِمَحْضِ صَبابَتِي
شَغفًا لَكَمْ مدَّتْ إلَيْكِ أَيادِي
ومَحبَّتِي تَعْلُو بِيَمِّ مَحبَّتِي
والْحُبُّ حَاضِرةٌ لهُ وبَوَادِي
يا مُسْتبِدَّةُ قَدْ شَكوْتُكِ فَارْحَمِي
واقْضِي بعَدْلٍ واحْكُمِي برَشَادِ
يا مَنْ حَكمْتِ عَلى العَليلِ بِهَجْرِهِ
أَنـَّى يَكونُ الْمُستَبدُّ حِيَادِي
هَلكَتْ جِمالُ الصَّبْر في بيْدائِهَا
ظَمأً وصَار الصَّبُّ ذرَّ رمَادِ
وقَفتْ عَلى طلَلِ اللِّقاءِ خَواطِري
والدَّمْعُ في عَيْني صَهيلُ جَوادِ
هتَفَتْ جَميعُ البَاسقَاتِ وقَدْ رأَتْ
جُرْحَ النَّخِيلِ بِوقْفَتي وعِنَادِي
يَا طَالِبًا للوَصْلِ بِتَّ بِمَعْزَلٍ
فَالوصْلُ في وَادٍ وأَنـْتَ بوادِ
ومضَتْ أَكُفُّ الرِّيحِ تَعزِفُ في الْمَدَى
لَحـْنَ الفِراقِ عَلى مَقَامِ حِدَادِ
سُفنٌ مِنَ التِّهْيَامِ أَسْكرَهَا الأَسَى
غَرقًا ورَاجِفَةٌ بذَاتِ عِمَادِي
ودَوِيُّ زلْزَلةٍ تَدُكُّ مَدائِني
أَوْدَتْ بِجَيْشِ تَجمُّلِي وعَتَادِي
وعُيونُكِ الأَوْلَى بِكُلِّ مُروءَةٍ
بَطَشَتْ ولَمْ تَرْحَمْ كَطَلْقِ زِنَادِ
وَرصَاصَةٌ أُخْرَى رَمتْنِيَ نَظْرَةٌ
لَمَّا تَلاقيْنَا بِلاَ مِيعَادِ
صَاحَتْ بأَعْمَاقِ الْحَشَا لَمَّا مَشَى
حَادِي الرَّحِيلِ ومَا لِوصْلكِ حَادِي
يا سَاكِنًا في الرُّوحِ يَا مُتمَكِّنًا
هَلْ عانقَتْكَ الشَّمْسُ بَعْدَ بِعَادِي
مَا لِي وعِشْقِكِ إنَّ عِشْقَكِ لَمْ يَزلْ
سُمّاً بأَوْرِدَتي ولَيْلَ سَوادِ
نَادَيـْتُ لَكِنْ لَمْ يُجِبْنِي سِوَى الصَّدَى
وبقَيْتُ مُلْتـَحِفًا بِدَمْعِ مِدَادِي
يَا ربَّةَ الوَجْهِ الصَّبُوحِ تَمهَّلِي
ولْتَسْمَعِي الْمُشْتَاقَ حِينَ يُنَادِي
إنْ كانَ قَلبُكِ لاَ يُرِيدُ وِدَادِي
سَيظَلُّ عِشْقُكِ في صَميمِ فُؤَادِي
سوسة
02-04-2017 23:15:51