< 1 دقيقة للقراءة
في منطق الأشياء والأحداث احيانا امور مبهمة…يستغلق على العقل بابها وينسدل على الفكر حجابها، فتبدو كأن النسق فيها انفصم والنظام انفرط، لكنها في الحقيقة حكمة خفية يستبين سبيلها وتنجلي حقائقها وتنكشف دقائقها بالميقات المحسوب والأجل المحتوم والوقت المحدد.
كم شيئا كرهنا فكان خيرا لنا، وكم شيئا احببنا فكان شرا علينا، فالحكمة الإلهية تكون احيانا مبهمة، فلا ندرك كيف أن تلك الأمواج العاتية والرياح العاصفة كانت محفوفة بالألطاف الخفية محاطة بالحكمة الغيبية، فلم يغرق مركبنا ولئن سار على غير وجهتنا المقصودة وغايتنا المرصودة، ولكن حكمة الله أرست به في شواطئ اكثر أمانا وأماكن أجمل مما كنا نصبو إليه ونحلم به.
إن التسليم لله حكمة عظيمة في الأمور كلها، واليقين انه سبحانه سيجعل لمن أسلم إليه وجهه وفوض له امره خيرا كثيرا وفتحا قريبا ونصرا مبينا ويسرا بعد عسر، هو جوهر قلب المؤمن الحق: قلب يعرف الله ويغرف من فضل الله، يرى بالله ويسمع بالله، ويعلم يقينا أن نصر الله قريب، وأن من وثق بالله لا يخيب.
مطار الدار البيضاء، المغرب
27 أكتوبر 2017 15:40