< 1 دقيقة للقراءة
وُهبت السرّ غرّد يا فؤادي
ونلت الوصل من بعد البِعادِ
وبات البلبل الدريّ يشدو
ويسكب سرّ شدوه في المدادِ
وجاء الهدهد النوريّ يحكي
شهود الشاهدين على العبادِ
فقل للممترين وقد رأوني
أبث العلم في خافٍ وبادي
أنا بالله أصعد للمعالي
اسبّح في البياض وفي السّوادِ
وأهل السر قد نزلوا فؤادا
يحب الصالحين بلا عنادِ
على التسليم عاهد في يقين
ويمنحهم زمامه في انقيادِ
ويلحق إثرهم في كل حيّ
ويتبع ركبهم في كل وادِ
وناقة برّهم نزلت بصدري
فعمّ الخير أرجاء البلادِ
وليلى وصلهم قد ضم سري
كما المجنون أرحل في البوادي
سعاد ونظرتان على حياء
وموعدنا الخفي على انفراد
فقالت لا تبح إذ باح كلّي
وقلت الوصل أطلب يا سُعادي
وهل من بائح إلا بأمرٍ
وريح المسك يُعرف يا مرادي
لوادي النمل قد يممت قلبي
بخيل الروح والصّفَنِ الجيادِ
وألقيت العصا ودعوت ربّي
فشُقّ البحر وانطمس العوادي
وفي نار الخليل رميت قلبا
بصدق الحال سلّم للمنادي
وصاحٍ لامني في حب سلمى
وبات الليل ينفخ في الرمادِ
أنا في عشقها أبصرت نارا
وجئت طُوى لأقبس من رشادِ
فألفيت الجميل بحال وصل
تكلّم في الحياة وفي الجمادِ
وسبّح كل ما نظرت عيون
وقد عميت بصائر قوم عادِ
وفي حوت البلاء سنين ضرّ
كمثل السيف يُخنق بالغمادِ
وجئت ليوسف الوضاء أمشي
وأنقُل خافقيّ على القتادِ
فأطلقني المهيمن بعد سجن
وأكرمني الكريم بخير زادِ
أنادي يا أبا الزهراء عطفا
فأنت المستجار لدى المَعادِ
وقد بلغ الزّبى ألمُ اشتياقي
فعرّج صوبنا يا خير هادي
كربلاء الجمعة 5 أكتوبر 2018
09:02