< 1 دقيقة للقراءة
تدب على رقة قوائمها، وتسعى برهافة قرنيها، ناظرة بعين الدقة الى رحابة الأفق وطول الطريق.
تذكر جدتها الاولى، تلك التي نادت في واد النمل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: ١٨]
وتذكر جنود سليمان وحكمة الملك النبي.
وتفتخر ان لها في القرآن خبرا وسورة باسمها.
تسعى مسرعة بين الاعشاب وسنابل القمح، تشتم رائحة الارض، حيث قداسة البدايات، وتكمل مسيرتها في طريق الضوء، حيث لا مجال لظلمات النفس، ولا مكان لسواد القلب، ولا موضع لعتمة الشر وغبش الأوهام.
في طريق الضوء، بصبر نملة، وبسر إله حكيم، لقّنها روح الحكمة، وألهمها سعي أولي العزم، فالنمل لا يكل ولا يعرف الملل إليه سبيلا.
في طريق الضوء، مهما طال المسير، فهنالك خلف مفازات الطريق، مفازة وانتصار، وتاج للشمس لا يصل إليه الواهنون، ولا يفوز به الواهمون، ولا يُتوّج به إلا الموقنون.
سوسة
21 اكتوبر 2018 22:37