2 دقائق للقراءة
وجه الدكتور مازن الشريف المفكر الاسلامي والاستراتيجي رسالة إلى الشيخ عائض القرني بعد الفيديو الذي اعتذر فيه إلى المجتمع السعودي واعترف بأنهم حادوا عن الكتاب والسنة والمنهج الوسطي، كما هو في الفيديو أدناه:
وجاء في نص الرسالة:
بسم الله الوهاب مسبب الاسباب، وصلى الله على نبي الهدى ونور المدى وسراج الصواب، وعلى آله الثقل الثاني بعد الكتاب، ورضي الله عن اصحابه اشرف الأصحاب.
فضيلة الشيخ عائض القرني: لا أدري هل صدمني ما قلته رغم أنه كان مستشرَفا في ذهني ويقيني وكتاباتي من قبل ضمن تغيير جذري بنيوي في المنطقة على جميع الاصعدة وبداية مرحلة جديدة، أم أنه أثار غضبي وحزني وأنا أستحضر تكلفة الفكر الذي تتبرأ منه اليوم على الأمة منذ نشأته، وما كان قبله.
فضيلة الشيخ الهمام: عندما كنا نقول ان الفكر التكفيري (الوهابي إذا أردنا التحديد) خطر على الأمة والانسانية، كفَّرَنا اتباعكم. .
واليوم انت تعتذر؟؟؟
وتقول أنك بشر ولست نبيا، وبكل شجاعة وصراحة تعترف باسمك وباسم الصحوة.
تعتذر عن الاخطاء والتشديد التي خالفت الكتاب والسنة!!!
ألم يكفرنا اتباعكم لاننا نخالف بزعمهم الكتاب والسنة؟
ألم يقتلوا الناس ويفجروا ويخربوا باسم الكتاب والسنة؟؟
ألم يحرقوا الأخضر واليابس تحت رايتكم وشعار تطبيق الكتاب والسنة؟
وبما أنك اعتذرت بشجاعة للمجتمع السعودي، فهل تمتلك نفس الشجاعة لتعتذر للمجتمع السوري والعراقي واليمني والليبي والمصري والتونسي، لكل من طالته يد التكفير والتفجير باسم التوحيد والكتاب والسنة؟
بل للإنسانية كلها ولكل بريء قتلته الأفكار الظلامية التي تتبرأ منها اليوم.
كمسلم يهمني امن بلاد الحرمين، وأرجو للأشقاء في تلك الأرض المقدسة الخير والأمان، بل وأرى ما ذكرتَه مهما جدا ويمضي نحو نهاية الفكر التكفيري بقرار من اعلى هرم السلطة كما كان في التصريحات المعلنة، ولكني أرجو ان تقتنع يا شيخ عايض ان ذلك الفكر الدموي المتطرف هو خطر على بلادك وعلى كل بلاد المسلمين بل وعلى البشرية كلها، وأن يكون اعتذارك أمانة علمية لا مجرد مسايرة.
أعلم أن في أرض الحجاز علماء كبار والكثير من اهل الله العارفين، والمشايخ الصادقين، وأرجو ان يجد هؤلاء مكانتهم التي يستحقونها.
وكذلك الاستفادة من فكر مشايخ السلفية الذين قاموا بمراجعات صادقة وواجهوا بمواقفهم صراحة وبينوا حقائق التاريخ ويقومون بثورة فكرية بنيوية، ومن بينهم الشريف حاتم العوني الذي تشرفت بزيارته في منزله بمكة والحوار العميق معه.
وكذلك الاستفادة من منهج وأفكار علماء أكارم ومشايخ فضلاء نالني شرف لقاء بعضهم كالدكتور العلامة السيد محمد حجازي، ونخبة من علماء الحرمين، أصحاب الفكر المعتدل النير الجامع.
بالاضافة لعلماء شنقيط والحضارمة المقيمين في ارض الحرمين، وهم جميعا اهل اعتدال ووسطية ورؤية جامعة للمسلمين على اختلاف مشاربهم.
كما ارجو يا شيخ عايض ان نرى اثر اعتذارك واقعا في مراجعات وندوات فكرية عميقة لتحليل الوضع وتفكيك الفكر وطرح البدائل، وانا مستعد لأن أشارك فيها مع ثلة من كبار المشايخ والعلماء، في اي مكان من العالم تريدون، ويكون اللقاء المؤجل منذ سنة 2012 في تونس، لأسباب تعرفونها.
نسأل الله أن يحفظ الاسلام وأهله المخلصين، وسائر بلاد المسلمين.