2 دقائق للقراءة
سر من أسرار آل البيت في آخر الزمان
ربِّ إن عبادك فقراء، وإنك الغني عنهم. من شئت تغنيه، ومن شئت تفقره، منهم.
أنت رب الفقراء الذين لا يملكون، ورب الفقراء الذين يمتلكون ما لا يملكون.
فالملك لك كلّه، لا بعضه ولا جلُّه، ولا أكثره أو أقلّه.
والامتلاك منحة أو محنة. ومنح من عندك رحمة أو فتنة.
كل من خلقت إليك فقير، والمفلس من قال بغرور الوهم “أنا”.
وكل غنى من دون غناك فقر، وكل فقر بمحبتك غنى.
رب إن الغني من عفوت عنه وعافيته، وليس الغني من فتنة المال أعطيته، وعن بحار الجود صرفته، فما عرفك ولا عرفته.
وإن الأغنى من أغنيته مالا وحالا، ووهبته بنين إناثا ورجالا. وجعلت السخاء في قلبه غدقا زلالا. وجعلت الجود في كفّه فيّاضا مهطالا. ودللّته من عندك دلالا. وجعلت له من لدنك حسنا وأدبا وجمالا. وصحة وخيرا وبركة وقربا ووصالا. وأنلته من عطائك المدهش نوالا. ووقيته حراما وأعطيته حلالا.
وجعلت الدنيا في جيبه لا في قلبه. فلا يرد للسائل سؤالا.
ويطعم على حبك مسكينا ويتيما وأسيرا. ويذكرك كثيرا ويشكرك كثيرا. وهو قائم لك بك. يسبّحك بكرة وأصيلا. ويصفح صفحا جميلا، ويحسن كما أحسنت إليه، وما كان بخيلا.
فذلك مقام غنى بك لك منك فيك عليك. خزائنه بيديك، وأمره موكول إليك.
فجد بالمقام. وملّكني يا مالك. وقني المهالك، واهدني إلى أقوم المسالك، واجعل لعبدك من هذا ومن ذلك، وارزقني الحسنى وزيادة.
واجعل لي من لدنك غنى وسيادة، وفضلا وقيادة، ونبوغ وريادة. ولا تُفقرني للخلق يا رب الخلق. واجعل كل ما وهبتني تحت أقدام نبيك خدمة له وقربى إليك.
واجعل أضعاف أضعاف ذلك قرة عين لحبيبك، وذودا عن آله، وخدمة لرجالك ورجاله، وسعيا في خدمة الصالحين. واجعلني اللهم من المصلحين.
اللهم رب الكنوز، والمعاني والرموز، لا تفتني فتنة قارون وامنحني أكثر مما منحته. واجعل ذلك خدمة للناس فيما أردته وأبحته.
اللهم أغنني غنى لا فقر بعده، يا من وعدت محمّدا بذلك لآله في الدنيا حقق له وعده. واجعل لي في جناتك ما هو أعظم وأغنى. وأدوم وأبقى وأجمل وأسنى.
يا غني يا غني يا غني.
أغنني بمحض فضلك وكرمك، من سابغ نعمك، وجد يا صاحب الجود، بجاه إمام الوجود، وحق الركوع والسجود.
وقني شر الحسود، والمبغض والحقود، والفاجر والجحود. وشر هامان وفرعون ونمرود.
بوسيلة نبيك المحمود. وبجاه آله أهل الوفاء بالعهود. وبحق الصالحين الذين فنوا في المعبود. واجعلني ممن جمعت لهم غنى القلب وغنى النّقود. ولا تفتني بذلك طرفة عين ولا أدنى. إنك عفوّ غفور ودود[1].
[1] تم الدعاء بها سنة 2007 وتمت الاضافة والتعديل بتاريخ 28-05-2020