3 دقائق للقراءة
أنا مع التطبيع.
لأن الحرب لن تجلب لنا شيئا.
حاربنا سنة 48 و67 وخسرنا المزيد من الأرض والقتلى والمشردين. وحتى نشوتنا بانتصارنا في حرب أكتوبر 73 انهارت بعد سنوات قليلة بزيارة السادات إلى إسرائيل وكلمته في الكنيست.
ولم يبق لنا شيء، لا العراق هو العراق، وسوريا تم تخريبها، وبيروت نسفوها بانفجار شبيه بقنبلة هيروشيما.
اليمن محطم، ليبيا مدمرة، والدول العربية مجرد شظايا فاشلة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
ونحن في الصدارة في كل شيء سيء: حوادث الطرقات، والسكر، والطلاق، والمخدرات، والارهاب، والشذوذ، والالحاد، والرشاوى.
وكنا نغازل دولتهم من خلف الأقنعة والستائر، حتى بات ذلك مرهقا.
كورونا دمرت ما تبقى، والدول التي قد تقف ضدنا تم إضعافها، وقتل أكبر قادتها، والعالم كله مليء بالخوف.
إذا لماذا الانتظار.
إنها الدولة الأكثر نجاحا في العالم، أهم الشركات، أقوى العقول، شعب يطالع ويقرأ وشعوبنا لا تقرأ ولا تفهم ولا تطبق.
انظروا إلى إفريقيا، كل دولة اتفقت وطبعت ازدهرت.
إذا علينا ان نقف في الطابور لتحقيق صفقة القرن. وانفجار بيروت مجرد انذار حاد، وترامب العظيم لا يمزح، ولا ينافق كما كان سابقوه، إنه كوبوي أمريكي شجاع لا يخاف أحدا.
لذلك فنحن سوف نطبع، ونطبّل، ونرقص.
لماذا الاعتراض؟
الذين تم قتلهم حين سقطت فلسطين، ومجازر دير ياسين، ثم مجازر قانا وصبرا وشاتيلا، والمدارس التي تم قصفها والدول التي تم تدميرها والحروب التي تم خوضها وكل الذين قتلوا وعذّبوا وسحلوا وسجنوا وشرّدوا، كل ذلك مجرد تاريخ لا يعني شيئا لأحد.
ثم إن تم التشكيك في وجود الإله نفسه، فأي قضية بعد ذلك يمكن أن تصمد.
وإن كان آلاف الشباب يجاهرون بشذوذهم فبأي جيش سنقاتل؟
وإن كان الذين يظنون أنهم يطبقون الشريعة ويريدون إقامة دولة الخلافة لا يقتلون إلا أبناء أمتهم، ثم يعالج جرحاهم في مستشفيات تل أبيب، فما المانع في تطبيع مريح صريح يحمينا من الإرهاب الذي صنعوه ويتحكمون به.
………………………وسوف يقفون بالطابور ويقفزون في الماء جميعا ليسبحوا إلى جبل صهيون الذي يعصمهم من الماء، ويتركون السفينة إلا قليل منهم.
وسيشربون من النهر الذي ابتلى الله به جند طالوت، إلا قليل منهم.
وحين يأتي الموعد المحتوم، واليوم المعلوم، سيظهر الذي خفي عن الأعين التي سحرتها الأضواء، وتلاعبت بها الأخيلة.
وسوف تصمد القلة المنصورة حتما، والتي ستسوء وجوههم وتدخل المسجد كما دخلته أول مرة، وتتبر ما علوا تتبيرا.
ولكن قبل ذلك يجب أن يحاط بمنزل لوط، ويجب أن يحاولوا كسر الباب، وينبغي على زوجته التي تنافق وتخفي أن تنزع قناعها، وأن تغادر المنزل المحاصَر وتطبع علنا مع المحاصِرين. وسيقول لوط مجددا: لو أن لي بكم قوة. وسوف ياتي الصوت كأنه الزلزلة: إنا رسل ربك لن يصلوا إليك.
ثقوا في الله، وفي أنفسكم، ولا تحزنوا على أحد. وعسى أن كل شقيق انخدع ببريق صهيون يصحو من غفوته ويقول قول الحر للإمام الحسين: هل من توبة يا ابن رسول الله.
لأن القادم القريب يحمل تحقق الوعد الحق، مهما بدا للعين مستحيلا، وهل بدا ممكنا ان ينشق البحر لموسى ويغرق فرعون فيه؟
أو أن يأتي البحر إلى الصحراء ويحمل السفينة التي كان قوم نوح يسخرون منه وهو يبنيها.؟
إسرائيل ليست مجرد دولة على الأرض التي تم اغتصابها من أهلها.
إنها تمتد في كل قلب خائن، وكل عقل جاهل، وكل نفس فاسدة. انظروا من حولكم وسوف تجدونها تزاحمكم في مقاعد جلوسكم, ولكنها ستزول، ليس لأني أقول ذلك، بل لأن الله العظيم قال.
وإني بذلك لمن الموقنين.