2 دقائق للقراءة
شعر_مازن_الشريف
لا تحسبي أني نسيت هواكِ
ورضيت عيشا فيه لستُ أراكِ
أنا عاشق ما زلت وثّاب الخطى
أسعى لمجدك عاشقا لثراكِ
وأحب أن تلقي لجرحك هدنة
ويمرّ هذا الوقت دون هلاكِ
هو موعد للشمس يرسل جنده
لسحابة سوداء تحت سماكِ
ستمر قافلة السواد بلا غدٍ
ويعود فجرك لائذا بحماكِ
يا تونس الخضراء إنك جنّة
لله فيك جمال ما أعطاكِ
للصالحين ودمعهم وخشوعهم
والنازفين لما رأت عيناكِ
من قاوموا من قبل من قد أخلصوا
وسعوا بوهب الروح نحو رضاكِ
يا ساحة الفرسان تُطلق عزمها
خيلا تخبّ على ذرى الأفلاك
يا خُضرة الزيتون يعصر زيته
في مقلتيه لكي يضيء رُباكِ
يا بسمة البنت الخجولة إن أتى
حالُ الغرام بحالة الإرباكِ
أنا من ترابك نبتة شهدت لها
شمّ الجبال وبيدك وقُراكِ
شجر على أرض الفؤاد نمى به
ثمر المعارف في نُهى الإدراكِ
ما أنجبت أمي ضعيف صبابة
ليبيع تُربك أو يخون مَداكِ
لا والدي ربّى رخيص مشاعر
ليُهين عزّك أو يُضلّ خُطاكِ
أنا مازن الأشعار غيث حروفها
مُزنُ السماء على التراب الباكي
أنا من بني المختار لم يكذب دمي
كلا ولا خالفت عن يًمناكِ
كفي بكفك يا بلاد وإنني
أبصرت خلف الليل فجر ضياكِ
ورأيت سرّك قد عرفت ولم أقل
حتى يبوح الكون بالأملاكِ
ولئن ظمئت إلى النمير فإنما
ظمئ النمير وضلّ عن سُقياكِ
سيجيء يومك كي أراك عظيمة
وجميلة في البسط والإمساكِ
وستمسكين زمام أمرك عن يد
جاءت بأمر الله كي ترعاكِ
قد ذقت فيك المر حتى صرعته
وأذقته عذب اليقين الزاكي
ورأيت ألوان البلاء فلم أزل
صلد الفؤاد ومنيتي لقياك
لم تنزع الأشواك عزم محبتي
قد طاب لي سيري على الأشواكِ
17-12-2020 20:29