< 1 دقيقة للقراءة
اللهم إن عبادتي لك منذ أن جئت الدنيا محاولات للعبادة.
فلم أعبدك حق عبادتك، إلا قليلا.
لم أخشع كما ينبغي، إلا قليلا.
ولم أخرّ ساجدا باكيا، إلا قليلا.
ولم تكن عبادتي من وسواس النفس خالصة، ومن سهو أو نسيان.
وكم أخلصت نفسي للمعصية، أشد مما أخلصتُ للطاعة.
ثم إني إذا دعوتك استجبت لي.
وإذا استغفرتك غفرت لي.
وإذا سألتك أعطيتني.
وإن تقرّبت إليك بقليل شعرت قربك الأعظم.
أنسى ولا تنسى عبدك، وأنا المفتقر إليك وأنت المستغني عني.
أنام وأغفل، وعينك علي ساهرة.
أسيء وأعصي، ونعمك علي ظاهرة.
وما زالت آلاؤك تبدو علي، ونعمك تترى إلي…
حتى ظنني المحسنون سابقا بالإحسان، وأنت من بكل خير سبق، وأعطى ووهب ورزق.
وما زالت أنوارك تشرق من جَناني، وعطر سرك يفوح من بياني…
حتى حسبني الصالحون صالحا، وما علموا سوء صنيعي، لعظيم سترك، وجميل عفوك.
فما أحقر عبدك، وما أعظمك.
وما أبخل عبدك، وما أكرمك.
وما أقل ما أراني لفضلك أهلا، وما أشد ما أراك لكل فضل أهلا.
أنت العظيم الذي خلق وهو غني عن الخلق.
وأعطى غير محتاج ولا مفتقر.
وغفر غير عاجز عن عقوبة، وعفا غير جاهل بذنب.
وقرّب غير ناظر لمعصية أو طاعة.
بل الامر أمره، والعطاء عطاؤه.
والفضل فضله لمن يشاء، على ما يشاء، كما يشاء.
فاقبل مني حمد مُقرّ بذنبه وتقصيره، وفضلك عليه.
واقبل مني شكر من علم أنه لا يستحق أن يكون نملة تدب في ملكوتك، ورأى نفسه أهون.
وتقبَّل مني سجدة من سجد لك كلّه حبّا، وسُحبت ذنوبه تحت أنوار مغفرتك كرها، فاحترقت ظلمات واختُرقت حجب.
فعلمت النفس أن الله حق.
واستوثق القلب أنه هو الحق.
وشهدت الروح أنك أنت الحق.