< 1 دقيقة للقراءة
يا بني: لا تنشغل بذنوبك، بل اسجد لمحبوبك.
فإن ربّك غافر للذنب، مطّلع على القلب.
وإن عالجتك نفسك لتغلبك، فاغلبها بذكر الله.
وإن مسك من الشيطان نزغ، فاستعن بذكر الله.
وإن وجدت شرا فاستغفر الله، وإن وجدت خيرا فاشكر الله.
واعلم أن الله على كل شيء قدير، فكيف لا يقدر على محو خطيئة، ورد نسيئة، وكل شيء تحت المشيئة.
ورد النسيئة أن يرد ما تأخرّ عنك إليك، وأن يفيء من فضله عليك، بما بعت معه واشتريت، وعاهدت فأوفيت.
يا بني: تاجر مع الله تربح، وأقرضه قرضا حسنا تفلح.
واعلم أن الغني غني عنك وعمن خلق، وأن الرزاق لا يفتقر إذا أعطى ورزق.
لكنه جعل بينه وبين عباده تجارة، كلها ربح وليس فيها خسارة: يؤمنون بالله ورسوله ويستجيبون للداعي.
ويفعلون الصالحات ويأتون الخيرات ويُخلصون المساعي.
وكلهم مقبول ومسؤول وراعي.
عباد الرحمن الذين مشوا على أرض الله هونا، وطووا بذكر الله كونا، وأظهروا بفضل الله لونا، من ألوان الجمال في أكناف الجلال.
فكن معهم وتاجر في سوقهم، واسعى في ركابهم وسوقهم.
وإن ظهر لك عزوف الناس عن سلعتهم في كل ملة، فلأن الله يصرف عنهم الكثير ويصرف إليهم القلة.
ولا يأتي إلى أسواقهم، إلا من شرب من أذواقهم، وذاق لواعج أشواقهم.
يا بني: لله حبيب دل الخلق عليه، وأدنى الوصل إليه.
فأنى تبلغ إن لم تبلغ.
وأنى تصل إن لم تصل.
فمن لم يبلغ بقلبه، حب حبيب ربه، أنى يهبه الله من عظيم حبّه.
ومن لم يصل بروحه، إلى الذي أدناه الله بذاته وبروحه، أنى يصل إلى مليك الملكوت وسبُّوحه.
فالمفتاح محمد، والباب محمد، والجاه محمد، والدليل محمد.
من في الآماد تقدّس وتعبّد وتحمّد.
فاجعله إلى ربك وسيلة، تكن في الفئة القليلة.