4 دقائق للقراءة
لكل أمر وإن جلى بيانه وغلب برهانه معاندون وجاحدون ممن فسد قلوبهم وغلبت ذنوبهم وأعماهم الله على علم.
ولذلك قد يكثر المجادلون في أمرنا، المشككون في غاياتنا.
وينبري بين الفينة والأخرى من يتهم زورا، ويدّعي باطلا، ويسب ناقما، ويشتم حاقدا، ويصدّ حاسدا، ويحذّر الناس منا مُبطِلا أشِرًا أفّاكا فيما يقول.
دون أن يناقشنا في علم طرحناه، وأدب قدّمناه،.
فلا علم عنده ولا دليل، ولا حجة له علينا ولا سبيل.
ولا يُنكر أحد ممن أحب أو أبغض، اعترف أو جحد، وافق أو نافق، ما حبانا به الله من موسوعية عالية، وأذواق غالية، وفرادة في الطرح، وجمال في الأسلوب، وعمق في الرؤيا، وجلاء في الرؤية، وجزالة في البيان، ومتانة في العلم، ودقة في الفهم، وأن ذلك من الله فتح لا ريب فيه، موصول بآيات كتابه، متصل بسر نبيّه.
وعليه فخطابي هذا ليس للجاحدين ولا للمنكرين الذين لا نبالي بهم أقبلوا أم مضوا، قبلوا أم أبوا، اقتنعوا أو امتنعوا.
فأمرهم عندي كقول جدي الحسن عليه السلام لمُبغضيه ومبغضي أبيه وجدّه في مجلس معاوية: “وأما أنت يا مغيرة فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة استمسكي فإني طائرة عنك، فقالت النخلة وهل علمت بك واقعة علي، فأعلم بك طائرة عني”.
وأعلم أن من يكرهونني اليوم هم على قلوب من كرهوا آبائي آل بيت النبي من قبل، تشابهت قلوبهم.
رسالتي أوجهها للصادقين.
رسالتي أوجهها لمن يعقلون، وعلى ربهم يتوكلون.
رسالتي أوجهها لمن يسمعون القول فيتّبعون أحسنه، ويقولون التي هي أحسن، ويأمرون بمعروف وينهون عن منكر، قد صدقوا ما عاهدوا عليه الله، وأحبوا رسوله وآل بيت رسوله.
رسالتي أوجهها للذين يحبون الخير ويعملون الصالحات، ويؤمنون أن وعد الله حق، وأن أمره قريب، وأن لله رجال.
،وله لنبيه ولآل بيت نبيه البشرى بقائمهم الحق في الوعد الحق.
رسالتي أوجهها لمن أطاعوا نبيهم إذ عرّفهم سفينة النجاة التي من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك.
تبيّنوا كل كلمة أقولها، وكل حرف أنطق به.
ثم لينظر عاقل هل نفتري على الله كذبا، أم ذلك فيضه الظاهر، ونوره الباهر، من سر النسب الطاهر.
وليأخذ وقته في التمحيص، وتدقيق الباحث الحريص، وليتسلّح بنور القلب فينجلي كل غامض ويسهل كل عويص.
فإنه إن فهم عنّا وكان ذا قلب ولبّ أقبل، وقال أنا لهذه الفهوم والعلوم أقبل.
وإن صاحب السر لا يفقه عليه إلا صاحب سر.
وإن ذا الفتح لا يُبصر سره إلا ذو فتح.
وإن العاقل الموهوب ينظر ويعقل. أما الجاهل المسلوب فلا يدرك ولا يرى.
وإني لا أدعو لشيء فيه تعظيم لذاتي، بل تعظيما لربي ومولاي.
ولا أنادي نداء الطائفية والمذهبية، بل أنادي بالرجوع إلى كنف رسول الله، وأن تكون كل راية تحت رايته.
أنادي بالإسلام المحمدي، والمنهج المحمدي، والرباط المحمدي.
وأدعو من فهم عني وقبل مني أن يأوي إلى كهف آل البيت، يعصمه الله فيه من الفتن، ويُجيره من المحن.
وأبشّر الناس بما بشّر به الله ورسوله، وأيّد بُشراه أئمّة آل البيت والصالحون.
وتواترت البشائر به من قبل في أمم الأرض كلها على امتداد التاريخ.
أبشّرهم بدنو أجل، وصدور أمر، وظهور قائم، ورجوع غائب، غاب عن سر لاهوته، في طي ناسوته.
وما أنا إلا خادمه وخادم آبائه.
قد أفنيت في أمره زهرة شبابي، وشهد على ذلك خُلّص أحبابي.
وذقت في ذلك من البلاء ما لا تفتديه كنوز الدنيا، ولكن نظرة من حبيبي، تُطفئ حُرقة لهيبي.
فمن أراد صحبتنا فعليه بالأدب، فإن التأدب وجب.
وأن يترك العناد فكم أضلّ وكم حجب.
وليرجع لما قدّمنا من قبل فيقرأ ويشاهد، ويجعل العقل مُحّكما والقلب شاهدا، فنعم الحكم العقل، والقلب نِعم الشاهد.
وليراجع ما سلف من المسيرة، وما اجتمع من السيرة، في منابر الاعلام ضمن مجالات شتى، وفي منابر العالم ترحالا وحالا.
ثم ليتابع ما سنبيّن مما يُكشف بِدارا، ويُجلّى ابتدارا، بعد أن اكتمل القمر بدرا واستدارَ.
وهي علوم وفهوم لا يجحد بها إلا ذو كبر في صدره ما هو ببالغه.
ولا يستطيع داحض دحضها، ولو اجتهد وكان الإنس والجن معه نفيرا.
لأن النفح ربّاني، والفهم قرآني، والمدد محمدي، والحجة عَلوية، والفيض خضري، والفهم مهدوي.
وها بيننا تقادم الأيام وتتابع الأعوام، وسيثبت برهاننا كما ثبت من قبل، ويصدق استشرافنا كما صدق من قبل. وتظهر حجتنا كما ظهرت من قبل.
بل كل ذلك يُضاعف اضعافا، في المنقول والمعقول، والمعنى والمبنى، والكون والتكوين، والجوهر وجوهر جوهره، والسر وخفي سرّه.
حتى لا يبقى لمعاند بعد ذلك حجة، ولا على محب بعد ذلك حجة، ثم يكون الفتح الأعظم بظهور الحجة.
وهب أنه لن يكون، وأن ذلك محض وهم وسراب، أيُنكر عاقل أن للكون ربّا وللملكوت مدبّرا، وأنه يعلّم من عباده من يشاء، ويفعل في ملك من يشاء، ويؤت الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
لذلك فإن أول غايات مشروعنا المعرفي العرفاني تعميق المعرفة بالله، ومن عرف الله اتضح له كل شيء..
*الصورة في اندونيسيا، بين القائد الأعلى للقوات المسلحة الاندنوسية الجنرال لطفي الذي رحّب بي في كلمته، والقائد العام للقوات الأمنية، ومع وزير الشباب والرياضة، ورئيس نهضة العلماء الدكتور عقيل سراج (وهو الآن مستشار رئيس الدولة)، وكاتبها العام الشيخ معروف أمين، وهي اكبر جمعية في العالم تضم اكثر من مائة مليون عضو. تشرف على 800 الف مسجد، 22 ألف معهد، 13 ألف جامعة.
وتنسيق لأخي احمد سودرجارت مسؤول العلاقات الدولية لنهضة العلماء، وعضو مجلس الأمناء في الهيئة الوطنية للزكاة حاليا.
وذلك اثناء توقيع اتفاقية تعاون مع هيئة فنون الدفاع (باغارنوسا) لفن السيلات، وتضم عشرين مليون عضو، وتدرب القوات الخاصة، مع رئيسها المعلم نبيل هارون، وحضر يومها عشرون الف مدرب.
اولئك قوم محمديون، يرون سر صاحب السر ولو لم يتكلم.
وقد اخترت اللباس التونسي، لأني تونسي، والسر تونسي، وبلادي أعظم مما يظن ابناؤها.