2 دقائق للقراءة
قريبا سيخرج السيف من غمده، وسوف يسطع النور منه جهارا.
قاطعا، صقيلا، مهنّدا، بتّارا.
انظر إليه وقد زيّنته يد القدرة، بعد ان امتحنته يد التقدير.
وقد كان من معدن النجم الذي هوى، لمرضاة من أحبّ وهوى.
فرمي في قيعان وادي الحدَثان، ردحا من الزمان.
يتناوشه الصدأ، فلا يصدأ.
ويُحثى عليه تراب النسيان، فلا يستكين ولا يهدأ.
ثم شقت كف القدير، ظلمة التعسير. وأجرت يد التسخير، آيات التيسير.
وساقت ريح المقادير، سفن التسخير.
وأُضرمت نار اشتياق، وأسعر جحيم احتراق، وشأن لا يطاق.
في أتون عشق لا يخبو أورُاها، ولا تبرد نارُها.
فانصهر معدن السيف، في حكمة الأين والكيف، بين قرّ شتاء، وحرّ صيف.
ثم طرقت المطارق، معدن النجم الطارق، فانزاح صدَأُه، واجتمع عليه من الغيب ملَأُه.
فلم يزل بين مطرقة قدر وسندان قدرة، حتى تلألأ بالذوق نقيّا، وتوضّأ بالشوق تقيّا.
ثم سبكه صانع عليم، وصنعه صانع حكيم. وزيّنت غمده مريميّة روح، بجواهر من عرش السبوح.
وشحذت حدّه يد محي الدين، على عين الروح الأمين.
وخطّت عليه يد خضرية نقش اسمه الخفي، بقلم محمدي، وخط علوي، وسر مستودع فاطمي.
فإذا هو سيف بيان، ومهنّد برهان، وبتّار له حدّان: حدّ حسَني قاطع الكبرياء، وحدّ حسيني قاطع الإباء.
وإذا له من جيلان بارقة، ومن أم عبيدة بارقة.
وشمس في طندتا شارقة، وأخرى في كَفْر شيخ حارقة.
وله بحميثراء باب، وفي فاس الشرفاء أحباب.
وسُمع له صليل في أرض الزيتونتين، والكهفين، والجبلين.
وقرّت له بمكة عين، وبالمدينة عين. وطاب رحيل روحه بين مقام حيدرة ومقام الحسين.
فتلك أحجية يكشفها الزمان، ويعرفها قبل الأوان، من وُهب الأمان.
ويصدّ عنها كل محجوب، فلا يُتاب عليه، ولا يتوب.
#مازن_الشريف_كلمات_من_فيض_الروح
*صورة في قمة جبل على مشارف اسلام آباد، مع صديقي كليم الله المكلّف بمرافقتي، إثر دعوتي لمؤتمر المولد الذي القيت فيه كلمة مع رئيس باكستان عارف علوي ورئيس الوزراء عمران خان، بدعوة من صديقي الحبيب نور الحق القادري وزير الشؤون الدينية الباكستانية..
وأهدي لي السيف الجميل من سيوف السيخ بعد ان حضرت في لاهور احتفالا للسيخ في ننكانا، لاهور، حيث ولد غورو ناناك مؤسس السيخية، وحضره كبارهم من الهند وباكستان. وكنت برفقة وزير الشؤون الدينية ووزير الداخلية.
وفي لاهور سلطان باكستان من اهل الباطن، السيد علي الهجويري الحسني الحسيني، مؤلف كتاب كشف المحجوب وهو من أوائل كتب القوم، ذلك القطب الكريم الذي كان وراء الرحلة كلها، لعقد عقد في اجمير، عند سلطان الهند السيد معين الدين الجشتي الولي الكبير، والذي اعتكف في مقام الهجويري اربعين يوما، وسمّاه مُكمّل الاقطاب، (داتا غنج بخش).