< 1 دقيقة للقراءة
يا هذا
لا تقسني لغيري، فلست غيري في شيء.
أما الذين ورثت عنهم سري فلسنا أغيارا.
لا أقول لك أني خير، أقل او أكثر.
لكني أجزم أني مختلف، بما أحتوي وما يحتويني.
قد لا أكون أكبر من نملة تخط بساقيها الصغيرتين في درب الحياة.
لكنها نملة صابرة، لا تتوانى ولا تنثني.
ولعلّك تراني نبتة من نبات الارض الجرداء، جسمها شوك وورق صغير، وعروقها ضاربة في التراب، يجعل قلعها مستحيلا على أشد الأيدي وأقوى فيضانات الماء.
لقد تحمّلتْ لفح الهجير، وظمأ الهاجرة، وقرّ الشتاء وصرّ الرياح وطول المكث ووحشة الأرض المقفرة.
تلك النملة كانت آية أذهلت من هو أكبر في ظاهر الأمر حجما وأكثر مالا وجاها.
وتلك النبتة أينعت وأثمرت وصار شوكها شوقا وغدت أرضها حدائق غناء تسر الناظرين.
يا هذا
لستُ عني أكلمك، بل عن مولاي.
فأما بنعمته فأحدّث، وأما بفضله فأقول.
سبحان الذي وهب فأدهش، وثبّت بالمحنة، وبارك في المنحة.
#مازن_الشريف_كلمات_من_فيض_الروح