2 دقائق للقراءة
#بيان_لمن_أعنيهم
لم يكن قراري بكشف العلوم البرهانية بعد خمسة عشر عام من تأليف الموسوعة نابعا من رغبة في الظهور أو ادعاء العلم، بل كانت استجابة لصوت نقي في أعماق القلب، أعرف جيدا مصدره، وأثق فيه.
ولقد نظر المتابعون إلي من أعين شتى:
*فناظر بعين العقل، يهوله ما يرى ويسمع، فهو بين مستنبط بوعي، أو جاحد رغم ثبوت الحجة وقوة الدليل.
*وناظر بعين النفس، فهو بين أن يدعيني لنفسه، ويرى في ذلك فرصة للظهور، أو يحسدني فينكر ويستنكر.
*وناظر بعين القلب، فهو يشعر ويحس ويدرك، ويتفاعل ويحب، ويريد أن ينشر العلم وأن ينصر العالٍم.
*وناظر بعين الروح، فهو بين جذب يراني به وليا، وبين فتح يراني به جليا.
وكلٌّ عبَّر من حيث نظر، وتحدث من حيث شاهد.
وبين جاحد وحاسد ومرتاب، ومنافق ومتملق ومغتاب، كانت معارك لم يواجهني فيها احد مباشرة بل راسلوا تلامذتي يلمزون حينا ويتملقون أحيانا.
اما الذين فتح الله على بصائرهم، فهم يمشون خطوة بخطوة، في طريق الترقي وسبيل التلقي، مدركين ان الموصول بالموصول موصول. وأن الداخل بالمقبول مقبول.
وللجميع أقول: لست سوى تراب نعل محمد، وغبار راحلته، وتراب فاطمة وعلي والحسن والحسين، والآل أجمعين.
وما أنا إلا خادم للصالحين تجلى عليه نور من خدمهم طيلة حياته في أيام ضر وأعوام بلاء وعسر، وذاق في محبتهم علقم الصد، وابتلي طويلا، وصبر كثيرا، ولقي في طريقهم أحوالا، ونصرهم حين قال الناصر، وضرب بالحجة وجوه أعدائهم، ولم يخش غير الله ربه.
لست وليا ولا صالحا، وكتاب سيئاتي مجلدات، وكتاب حسناتي صفحات، لكني داخل بنبي كريم على رب كريم.
فمن أراد ان يتبعني فعليه بالأدب، والصبر، والذوق، والحب، وشغف العلم، وعلو الهمة، والولاء الكامل لمن اوجب الله لهم الولاء.
ولا اقول انا عبد كامل، بل أنا النقص والذنب والنفس الفاسدة، ولكن في قلبي من الحب ما لو قسمه الله على البرية لأبلى قلوبهم شغفا وأحرق ارواحهم وجدا، وفي نفسي من العزم ما يجعل الجبال طرقا، وفي روحي من اليقين ما يجبل المستحيل ممكنا، ويصيّر المحال أمرا بسيط التمظهر سهل التحقق حتمي الوجود.
إن الذين يظنون بي الخير ويراسلونني ويعينونني لبناء سفينة محمدية في اصولها، مهدوية في وصولها، إنما ذلك لخير فيهم، ولنور رزقه الله لهم.
وإن من يمدون أيديهم لرفع المنارة، ويرسلون مدد أرواحهم لتحقيق البشارة، ويشحذون عقولهم لفهم الإشارة التي نخفيها في متن العبارة، لأهل لكل مكرمة، ولن يكون لوصلنا بهم فصل.
أما من ركب عناد نفسه، واستغشى جحود رأسه، فليس حاضر اليوم كأمسه، ولا داجي الليل كتنفس الصبح وشمسه، وإنه لأوهن من بيت العنكبوب الذي يفتق بمجرد لمسه، وأوهى من أن يصد ضرغام الليوث إذ ضربه بحجته وقوته وبأسه، فلا مناص له من ذل يأسه، ولا فلاح له إذ يهوي على شُمِّ الجبال بفأسه.
فهذا بياننا لمن أحب، وعليه حُسْن اتباع، وحَسَن انتفاع، لما يكون به ارتقاء وارتفاع.
وبياننا لمن كره فقلى، وقال كلا ولم يقل بلى، فلا هو ضرنا بحمد الله شيئا ولا …هدم ما بفضل الله علا.
الله الله في همة من عرفوا، وشغف من غرفوا، ويقين من فهموا، وأنصفوا فما اتهموا.
والحمد لله مولى المنّة.
وصلى الله على نبي القرآن والسنّة، الهادي إلى سبيل الجنة.
وكتب ابو علي مازن بن الطاهر بن علي الشريف
#المنارة
#المحمدية_البيضاء