2 دقائق للقراءة
كان عليّ أن أعبر من نفق مظلم، موحش، وبارد.
لم تكن المرة الأولى، لكن لعلها الأقسى.
أيام من السقم، والحمى، يتحول الليل معها إلى حجيم، والنهار إلى سلسلة من العذابات.
كنت اعلم أن درعي قد كسر مع كسر يدي، لكن عزيمتي لم تنكسر أبدا.
تجربتي مع هذا المرض اللعين جعلتني ارى وجوه الشياطين التي تقف خلفه.
لقد رأيت بوضوح كيف يحاولون نزع الابتسامة البسيطة، ومجرد لقاء الاحبة.
هذه التجربة أحرقتني بعمق، وٱلمتني بشدة، وأيقظت في قلبي من العزم مزيدا، وأشعلت في روحي نيران اليقين التي تحرق وجوه الشك والارتياب.
لعلها أيام أُخر في بطن الحوت، بثقلها وألمها، حيث أنادي في الظلمات نداء ذي النون.
أو هي استعادة لمقاطع من حياة نبي الله أيوب منتظرا من يناديني أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب.
ولكنها بلا شك أيام صبر ومناجاة وعزيمة.
شكرا لكل الطيبين الذين اقاموا جدار ذاتي إذ حاول المرض أن يهدمه.
وشكرا لكل من سأل عني، واهتم لأمري.
لجيش من المحبين تراصت قلوبهم تشد عضد قلبي.
إن المشروع الذي بدأته منذ أكثر من عشرين عام، لم أنطلق فيه من الرفاه، بل من نفق اشد ظلمة ووحشة وبردا.
وها أنا أرى بجلاء جحافل المحمديين وبيارق المهديين.
وأدرك جيدا أني احدثت ثقبا كبيرا في جدار الجهل والتضليل والدس والتلاعب، ومنحت أهل القلوب نوافذ يبصرون من خلالها الفجر الرباني القادم القريب.
أجل، الحسد والعين أشد فتكا من كورونا، وما كان لهذه اللعينة علي من سلطان، لولا قدر ألزمنيه ربي، وما خرجت إلا داعيا إليه، منافحا عن نبيه.
ولكن رغم كل شيء، أنا سعيد جدا، لأني سأعانق الحياة مجددا، بمزيد من الحب والأمل والإرادة.
وساستمر في إسقاط أقنعة الشياطين، وبث العلم اللدني الحديث العهد برب العالمين.
وسنبني المنارة، ونُتم متن العبارة، بين محمدي الأصول، ومهدوي الوصول.
وسوف يكون لي موعد قريب مع الشمس وشجر الزيتون.
وسأخرج من هذا النفق، كما خرجت منه كل مرة، أشد يقينا، وقوة، ومعرفة بنفسي، وبخالقي.
وستشرق شمسك يا فاطمة.
# *تجدد*
# *الخروج_من_النفق*
# *صلابة_روح*