< 1 دقيقة للقراءة
انا متعب جدا من المعركة.
لقد عبرت بمستنقع بارد آسن.
مليء بالتماسيح العمياء القاسية.
كانت انيابها كالخناجر وهي تطبق على صدري وجسدي.
وكانت شياطين كالقطط السوداء تلمع عيونها، تطارد سكينة نومي، وتزرع الكوابيس في عين حلمي، حتى ينقلب النوم سقوطا في الجحيم.
كانت يدي مكسورة، وكان الألم حقودا.
وكان المستنقع باردا جدا يكسر العظام.
تذكرت أني عبرت من قبل أماكن اقسى، وتجرعت آلاما أشد، وأن حياتي كلها كانت نسيجا معقدا محكما من المحن والأسقام والآلام التي تعلمت منها الكثير، وطورتني وصقلتني بحكمة عليم خبير.
فعلمت أنك تصقلني مجددا، وتعلمني درسا جديدا من دروس القسوة، فرفعت يدي أجدد العهد معك.
لأني لم أكن وحدي في تلك الظلمات، بل كنت معي، وكنت أناجيك: يا مؤنسي في وحشتي، يا عدتي في كربتي.
وفي غبش الظلمة المستحكمة سطع نورك، وتجلى حضورك، وأضاءت أركان الروح بوجوه المحبين، وسمعت باذن القلب ادعيتهم الصادقه.
وإذا يد محمدية بيضاء تمتد من سرمد الغيب تنتشلني.
حين عانقتني الشمس مجددا، وضمتني أحضان الأحبة، وعانقت الأهل بيد مكسورة وقلب أشد انكسارا، علمت أنك منحتني وساما جديدا، وسيوفا أخرى.
وها أنا أعاهدك، على ذكرك وشكرك وحمدك والثناء عليك.
وعلى نصرة نبيك، وآل بيته، والصالحين.
وأن أكسر جدران الوهم، وأفضح وجوه الخديعة.
وأبيّن ما علمت قلبي لمن أردت أن تُسمعهم صوت حضرتك.
وإني عليه لقوي أمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
# *تجديد_عهد*
# *المنارة*
# *المحمدية_البيضاء*
# *إتمام_المهمة*
*صورة ذات فرح في كلنتان، مدينة الأشراف ماليزيا، على حدود تايلاند