2 دقائق للقراءة
وانت تقف وحدك…
وقد قُتل كل الذين تحبهم..
الا عليل وجريح (١)
وانت تنظر اليهم…
وسهام نظراتهم اشد من سهام نبالهم.
ورماح كلماتهم اعنف من رماح في ايديهم. يرمونك بها…
ويرمون بها فلذات أكبادك وابناء اخيك، واخوتك… وخلص انصارك.
وانت ترى ذلك الحقد والكفر، وكل تلك الشياطين.. تجتمع لقتلك…
وخلف الحجاب جيوش الملائكة…
غاضبة مستنفرة قد اصطفت صفا صفا…
اشهرت سيوفها…
واخرجت اسلحتها…
وتشكلت في مقام الجبروت…
وأزت سفنها في مجامع الملكوت…
تريد ان تلبي نداءك…
وانت تهتف: “من لنا في هذا اليوم، من يذود عن حرمات رسول الله”…
لكنها لا تقوى ان تتحرك…
لان الله احب ان يراك شهيدا.
وانت تقف وحدك…
وتشيح بنظرك الى الشهداء…
وترى الأجساد الزكية مضرجة بالدماء…
وتسمع صرخه علي الاكبر.
وتضم ابن اخيك الأصغر.
وتحمل ابنك الرضيع قد رمي بسهم في حنجرته.
وتسمع صرخه اخيك العباس وقد قطع كفاه.
وتنظر تلقاء زينبك وبناتك ونسائك.
وتعلم انهن سيسبين بعد قليل…
بعد ان يحتز الشقي رأسك…
وان خيلهم ستعافس جسدك الطاهر…
وانك محمول على رماحهم.
وانت تقف وحدك…
وتعلم انه لا يقف على الارض ابن نبي، وابن وصي، ولا ابن بنت نبي، سواك.
لم تكن تقف وحدك…
كنت أقف بجوارك…
وكل أرواح الصالحين كانت تقف بجوارك..
أرواح عشاقك أجمعين…
وروح جدك وأبيك وأمك…
وأخيك وعمك…
والأنبياء جميعا معك كانوا يقفون…
وجبريل وإخوته، وما لا يعلمون…
وكان الله يقف معك…
يراك، وتراه روحك…
يدعوك الى جنة الخلد…
ويحب ان يراك شهيدا.
يا عرس الشهادة السماوي
يا مظهر العشق الإلهي
يا قمة التجلي النبوي
يا مدد الكبرياء العلوي
يا نور الجمال الفاطمي
يا خلاصة السر الحسني
يا ساقي الشموخ الزينبي
يا ألق الاباء الهاشمي
يا موعد الظهور المهدوي
يا حسين…..
#مازن_الشريف_رسائل_كربلائية
(١) العليل علي زين العابدين أصيب بالحمى، وخرج حاملا سيفه فصرخ الحسين بزينب أدخليه أو لا يبقى من آل محمد أحد. فكان الناجي الوحيد من ذرية الحسين.
والجريح الحسن المثنى بن الإمام الحسن تزوج السيدة فاطمة النبوية بنت الإمام الحسين، وجرح في كربلاء وحسبوه مقتولا ثم أنجاه الله فكان الناجي الوحيد من ذرية الحسن.
ومن هذين العظيمين الكريمين كانت سلالة السادة الأشراف، رغم التقتيل الكبير الذي سيعقب كربلاء مثل وقعة فخ…
وهكذا…. حتى يخرج المهدي….