2 دقائق للقراءة
إجازة الحديث المسلسل بالاولية “حديث الرحمة”
من العلامة الفقيه والمحدث المسند الشيخ أحمد بن إدريس حفظه الله، بمدينة سلا، العامرة بالصالحين والعلماء، بالمملكة المغربية الشريفة.
بسم الله والحمد لله، وأفضل الصلاة على رسول الله.
وبعد:
فعلم الحديث أشرف العلوم الإسلامية مع علم القرآن الكريم وما اتصل به، فلا فقه ولا تشريع ولا عقيدة أو تزكية دون علم ما أنزل الله، وعلم من أنزل عليه الله، لينطق وحيا، ويكون كل لفظ يلفظه، وحركة يقوم به، وعمل يعمله، وأمر يأمر به أو ينهى عنه، تشريعا للأمة، وبيانا لدينها، وإيضاحا لمعتقدها، وتزكية لها.
وقد وصل إلينا الحديث النبوي الشريف عبر سلسلة من الرواة مثلت السند لمتنه.
ونشأت من ذلك علوم متفرعة من علم الحديث تمحورت حول المتن ومعانيه وشروحاته والمستخلص منه في جوانب الدين المختلفة، وحول السند وحول الرجال والجرح والتعديل، مثل علم مصطلح الحديث، وعلم الرجال، وعلم التراجم.
ويعرف قاضي القضاة والمحدث بدر الدين بن جماعة (شيخ الاسلام في مصر والشام وخطيب المسجد الأقصى والجامع الأموي والأزهر الشريف توفي 733 هجري، 1333 ميلادي) السند بقوله: السند: هو الإخبار عن طريق المتن، وهو مأخوذ: إما من السند وهو ما ارتفع وعلا من سفح الجبل لأن المسند -بكسر النون- يرفعه إلى قائله. أو من قولهم: فلان سند أي معتمد، فسمي الإخبار عن طريق المتن سنداً؛ لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه.
وأما الإسناد فهو رفع الحديث إلى قائله، والمحدثون يستعملون السند والإسناد لشيء واحد”.
وقد اشتغلت على علم الحديث أكثر من عشرين عام، وصحبت عددا كبيرا من كبار المحدثين وأخذت عنهم السند المبارك، ولئن آليت على نفسي السلوك نحو السند الأحمدي (حيا عن حي)، فإن ذلك لم يحجبني عن السند المحمدي، لأجمع بين الشرفين، ويكون ذلك ذخرا لي حتى أخدم دين جدي المصطفى، وأدعو إلى الله على بصيرة وعلم، لعل الله يقبل مني، ويدخلني في الصالحين ..
وهذا سند شريف، من شريف لشريف، من المملكة المغربية الشريفة، ومن مدرسة عظيمة نعتز بها، وهو عام وخاص، والخاص منه في الحديث المسلسل بالأولية، أو حديث الرحمة..
وهو “الحديث الذي تسلسل بكونه أول حديث سمعه كل راوٍ في الإسناد من شيخه .
ومتنه أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آله وَسَلَّمَ – قال : “الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ “. فقد تسلسل بـأولية وقعت لأكثر رواته إلى سفيان بن عيينة، حيث كان أول حديث سمعه كل واحد منهم من شيخه، وأكد كل منهم ذلك بقوله : “وهو أول حديث سمعته منه “.
ومن مصادر هذا الإيضاح: نزهة النظر لابن حجر، ص :123، الغاية للسخاوي، ص :186، جياد المسلسلات للسيوطي، ص :73-77.
وهذا بحمد الله تسجيل بصوت العلامة المحدث والفقيه الشريف الحسني الشيخ أحمد بن إدريس حفظه الله وبارك له.
وسننشر بعده أسانيد أخرى زيتونية ومن مدارس الأمة الكبرى كالمدرسة العراقية والمدرسة المصرية والمدرسة الشامية.
وإن ذلك من فضل الله وجوده وكرمه، فله الحمد والشكر.
وصلى الله على الأمين، وآله الطيبين.