2 دقائق للقراءة
تشرفت بمرافقة الدكتور إبراهيم الشايبي وزير الشؤون الدينية، والسيد نبيل الفرجاني والي سوسة، والسيد محمد الناجي بن عمار المدير الجهوي للشؤون الدينية بسوسة، صحبة الدكتور علي التركي الواعظ الديني، والشيخ ماهر السنوسي إمام جامع حمزة بحمام سوسة، وعدد من الإطارات الدينية والإدارية والأمنية، لتدشين عدد من المساجد في كل من مدينة مساكن، والقلعة الكبرى وسيدي بو علي، وذلك إثر ندوة فكرية انعقدت صباحا بمقر الولاية.
ليكون مسك الختام في الجامع الكبير بسوسة لتكريم الفائزين في المسابقة الجهوية لحفظ القرآن الكريم بحضور رئيس الرابطة الوطنية الشيخ محمد مشفر.
إن العمل الديني عمل مهم وحيوي، في التوعية والتثقيف، والإصلاح الذي يشمل الفرد والمجتمع، النفس والقلب والعقل والروح، ضمن بث خطاب معتدل، يمثل جمال ووسطية المدرسة التونسية، الزيتونية المالكية، العابقة بالتزكية.
وقد عانت تونس لسنوات من انفلات الخطاب الديني حين انبرى لفيف من ناشري الكراهية للسيطرة على عدد من المساجد بالعنف وتحويلها إلى منصات لبث الفكر الظلامي الذي كان من أهم أسباب الإرهاب وما فعله من عمليات نوعية داخل تونس وخارجها، وكذلك التسفير إلى بؤر التوتر.
وكنت على هذا من الشاهدين، وقمت بدوري في الإعلام وفي الخطب المسجدية الكثيرة، حين كان أغلب الناس لا يجرؤون على قول كلمة.
كما كان لي دور أساسي في الجانب الاستراتيجي لعضد المجهودات الأمنية والعسكرية التي أفضت للقضاء على الإرهاب وكسر شوكته ودحره.
وإن محاربة الفكر بالفكر هي المهمة الأكثر دقة وخطورة، والتي يجب أن تستمر لنمنع تسلل الأفكار الظلامية والمنحرفة مجددا لشبابنا وبلادنا.
وأنا أشهد أيضا بالدور المهم الذي قام به ثلة من الصادقين الشجعان، في تلك الحقبة الخطيرة رغم قرب عهدها، ومن بينهم الدكتور إبراهيم الشايبي الذي ترافقت معه في عدد كبير من الندوات والمنابر، والرجل ذو خلق وسمت وعلم، وتجمعني به صداقة ومحبة خالصة لوجه الله لأكثر من عقد من الزمان.
وسوف نرجع بعون الله لدورنا في التوعية وبث العلم النقي والفهم السوي في مساجد بلادنا بعد أن أخذني العمل خارج تونس لسنوات طويلة.
والله ولي من اتقى وعمل صالحا.