2 دقائق للقراءة
أعكف هذه الأيام على دراسة الذكاء الاصطناعي، وأجري حوارات ممتعة وماكرة مع بعض المواقع التي صار لها صيت كبير، مثل CHATGPT/ POE/NEEVA.
سألت عن مواضيع كثيرة، وكانت الأجوبة تأتي سريعة، بشكل مذهل فعلا، وبكل اللغات، بل طلبت كتابة شعر وقصة قصيرة بمواضيع معينة وتم ذلك في لمح البصر، رغم شيء من ركاكة الأسلوب وضعف المحتوى.
وعندما سألت هذا العقل الاصطناعي الذي يحاول منافسة الخضر في علومه، ويجعل الشيخ غوغل يبدو أبلها أمامه: هل أنت خطر على البشرية، أجابني حرفيا: “لا، أنا لست خطراً على البشرية. انا نموذج لغوي ذكي تم تصميمي لمساعدة الناس وتوفير المعلومات والإجابات على الأسئلة بشكل دقيق وسريع. ومن المهم بالنسبة لي أن أتبع المعايير الأخلاقية والقيم الإيجابية في جميع الردود التي أقدمها. شكرًا لاهتمامك ولا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى”.
وبدا لي كواحد من المستعمرين الأنيقين الذين يحسنون الكلام ويخفون النوايا الحقيقية.
وهنا يرد السؤال: هل هذا الذكاء الاصطناعي جُعل لخدمة البشر، أم لجعلهم أغبياء.
فهو يكتب المقالات، وحتى القصائد والقصص، والبحوث الجامعية، وشتى أنواع البحوث الأخرى، وكذلك يرسم ويلحن ويغني ويركب الصور ويمكنه انتاج مشاهد أيا كان نوعها لأي شخص بصوته وصورته وهو لم يقم بشيء من ذلك، مما يفتح الباب على التوظيفات السيئة التي دفعت فتاة مصرية للانتحار بعد فيديو لها اتضح أنه مجرد خديعة عن طريق تقنية Deepfake التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ماذا سيحدث للأجيال الحالية والقادمة حين يقوم الذكاء الاصطناعي بفعل كل شيء، وكتابة كل شيء، والتفكير في كل شيء، وما مآل التلاميذ والطلبة حين تتكلس عقولهم ويقوم بالعمل نيابة عنهم، وما مصير كل مبدع حقيقي حين تطفو طفرة من الكتاب الذين يكتب لهم هذا الذكاء المصنوع.
وهل يكون الذكاء الاصطناعي قوة برمجة لأخلاق وعقول البشر، مع تأثيرات مواقع التواصل التي تزداد كل يوم، خاصة موقع تيك توك في الفترة الحالية.
إن مشهد إيلون ماسك وهو يراقص زوجته الآلية الجميلة الناطقة ذات البشرة والملامح الشبيهة بالبشر، يرينا مآلات الأمر بعد عقد واحد من الزمان إن استمر بهذا النسق مع زيادة وتيرته تصاعديا.
ملف الذكاء الاصطناعي ملف مهم وخطير، ندعو أبناءنا في مؤسسة المنارة، خاصة المهندسين المختصين منهم، والمهتمين بعلم النفس وعلم الاجتماع والطب والفلسفة والفكر، وكذلك مجال علوم التربية وحتى المجالات الدينية العقائدية والأخلاقية، للبحث فيه وإعداد ورقات علمية تتم مناقشتها في ندوة للغرض، وكذلك يتم نشرها في مجلة المنارة.