9 دقائق للقراءة
لقد كان ذلك الطفل الجميل آية من آيات الله.
ورأى الرؤيا، وقصها على أبيه، عن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر، له ساجدون.
وعرف الأب النبي بن النبي بن النبي، أن ولده نبي، وأنه سيبلغ مقاما أعلى من مقامه، ولكن دون ذلك ما دونه من ثمن.
وهكذا كان، وتآمر الإخوة قائلين أن أخاهم أحب إلى أبيهم منهم وهم عُصبة، وأن أباهم في ضلال مبين.
وأرادوا قتله، حتى قال قائل منهم لا تقتلوه، وألقوه في غيابَتِ الجب، يلتقطه بعض السيارة.
فألقوه، والتقطه السيارة، وصاح واردهم، بعد أن أدلى دلوه، يا بشراي هذا غلام.
وجاؤوا أباهم عشاء يبكون، وكان حذرهم من أخذه وقال أنه يخشى عليه الذئب، وهم يقولون له معاتبين ما لك لا تأمنّا عليه وإنا له لحافظون، وما كان يعني الذئب بل كان يعنيهم، فهُم أشد عليه من الذئاب.
بكوا عشاء وأقسموا أنهم ذهبوا يستبقون وتركوه عند متاعهم فأكله الذيب.
وما أشد براءة الذئب منهم ومن صنيعهم، وما كانوا يفترون.
وكنا على ذلك من الشاهدين.
طفل في بئر…يبكي بحرقة.
لقد رآهم ينظرون إليه نظر الحسد كل يوم.
ورآهم يقسمون لأبيه أنهم سيحفظونه، لكن قلبه كان منقبضا.
ثم رآهم وقد ارتموا عليه إلا واحدا منهم جلس باكيا، وكان من نصحهم بعدم قتله، لكنه كان ضعيفا أن ينصر حقا أو يكشف جريمة بعد أن شهد عليها، أو يمنعها حين وقوعها، وذلك العجز جريمة أيضا.
كانت أعينهم يتطاير منها الشرر، وكان يرى فيهم أرواحا غير أرواحهم، أرواح شياطين.
وهو يضع يديه على وجهه وقد ثنى ركبتيه، سمع صوتا يناديه، صوت حنون، فتح عينيه ورأى ضوءا ساطعا، وفي الضوء كان طيف رجل، ثم تجلى أكثر، ولم يكن أحدا سواي.
لقد نظر إلى مشهد من الغيب، من الآتي، حيث سينبّئهم بأمرهم ذاك وهم لا يشعرون، حيث سيكون عزيز مصر، وله سيسجدون.
ثم كانت ختمة الهتون، ختمة لم يعد ذلك الطفل يشعر معها بشيء، بل بقي شاخصا كأنما ينظر لشيء لا يراه غيره، وكان وراء ذلك حكمة بالغة.
الوارد الذي صاح يا بشراي هذا غلام، رأى طفلا لم ير أحد له مثيلا من فرط جماله، لكنه والقافلة التي معه أصيبوا بالخيبة، وشروه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين.
صاح مريد: كيف يزهدون في ذلك الجمال، وكيف يبيعونه بثمن بخس.
ابتسم المعلم: لو تركناه على عقله الراجح لما تمكن الرجل الصالح من شرائه، ولكانت عليه منافسة كبيرة.
ولكن ختمة الهتون تلك على جبينه، وشخوص عينيه، جعلتهم يحسبونه مجنونا، فما يفعلون بطفل آية في الجمال ولكنه بلا عقل.
أما الرجل الصالح الذي رأى الرؤيا ليلتها، وكانت عن شمس تشرق من الجنوب، وتسطع في السماء وحولها النجوم والكواكب.
وبمجرد أن رآه عرفه، وعرف أنه ذو شأن عظيم، وأنه الشمس التي ستشرق.
وتلك نفحات في قلوب العارفين، عليها ملائكة ورواحين، وسر من الله موصول، موهوب للموصولين.
ولم تكن عنده إلا دراهم قليلة، وكان رغم علاقته بالعزيز وامرأته التي هو من أهلها، رغم ذلك لا يطلب مالا منهم، بل يعمل في الزراعة ليسد رمقه، وبتلك الدراهم اشتراه، ولم يُقبل على شرائه سواه، فالناس كلما نظروا إلى جماله فأبهرهم، خاطبوه وحركوا أكفهم أمام وجهه، بل قد يكزه بعضهم بيده، والطفل لا يجيب
ولا ينتبه.
قال الذي وجده في البئر بلكنته المضحكة: لقد وجدته وطرت من الفرح، كان أجمل من رأيت، لكني وأنا أحدثه لم يجبني، حاولت طيلة الرحلة وفعلت كل شيء، حتى الماء البارد لا يشعر به، فقط ينظر إلى حيث لا نعلم، خسارة كبيرة، كنت سأجني مالا طائلا وأبيعه للملك لو كان عاقلا.
قال الرجل الصالح لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا بصلاحه، أو نتخذه ولدا يعوض الله به علينا، ولم يكن له إلى ذلك الحين ولد.
قالت المرأة وكانت من الصالحات: إن لهذا الغلام لشأنا، والأولى أن تحمله إلى قريبتك وزوجها، العزيز له مال كثير وقصر كبير، وحياته هنالك خير من شظف عيشه هنا.
فابتسم وقال: ليكن ذلك، وهو عين العقل، وكنت قد فكرت فيه إلا أن اهتمامي به دفعني للتخلي عن الفكرة، لكن طالما أردت ذلك فهي إرادة الله إذا، إذ التقى خاطري مع خاطرك في قصد واحد.
ولكن ليمكث عندنا حتى يرد الله عليه ما سلبه، أو حجبه.
بعد تسعة أيام انتبه الفتى في بيت لا يعرفه وقوم لا يعرفهم.
ولكنه وجد حنان الأب والأم لديهما، ودعا لهما، وحملت المرأة بعد ذلك، وأرسل الله إليهما الرزق ببركته.
مكث سبعة أشهر، وقد كان قص عليهم خبره، فكتماه، وأعد الرجل العدة للقاء العزيز وتهيئته لفهم مهمته، فقد أدرك أن خلف الأمر حكمة بالغة من حكم القدير.
ثم استقبله العزيز بفرح، وقال أنت بمنزلة ولدي، وأحسن مثواه، ومكث يدربه على عمله في الاقتصاد والخزينة ويطوف به الحقول خمسة أعوام، ثم أتى به إلى منزله الخاص، ورأته زوجته، فكانت الصاعقة في قلبها، وسألته أن يستخلصه لخدمتها، ويريحه من عناء الأرض والزراعة وفوضى المزارعين، وركن لرأيها بعد لأي ، فلم يكن يريد تركه.
كانت بارعة الجمال، وكانت تفوقه بسبعة أعوام، وقد تزوجها العزيز ابنة أربعة عشر عاما.
ولكنه لم يكن يأتي النساء، تنسكا منه، وتزوج لضرورة المنصب، وقال لها: اصبري وسيجعل الله لك عوضا، أو الحقي بأهلك.
وقالت: أصبر وأجري على الله.
وكانوا قوما مؤمنين على بقية من دين نبي في أرض الشآم، سيطروا على مصر ردحا من زمن.
ولم يكونوا من نفس سلالة من قال أنا ربكم الأعلى، والذين استردوا الحكم منهم بعد ذلك، فطغوا وبغوا وانتقموا من سلالة الجميل وعذبوهم واستعبدوهم حتى ظهر منهم الكليم وأغرق الطاغية.
في خدمة سيدته، نبي خادم، بعد أن كان في بئر، لا لذنب إلا لأن الله خلقه جميلا، وسلّط عليه حسد الأقربين، وتلك ضريبة الجمال يدفعها كل جميل.
خلال أشهر اشتعل قلبها عشقا، ونسيت عهدها لزوجها بالصبر، ولم تكن تعلم أن الله أرسل إليها عوضا سيكون لها وتكون له، إلا أن الشيطان استعجلها لتأخذه بذل الحرام عوض عز الحلال.
تهيأت يوما، ونحن حولها شاهدون، وراودته في بيتها، وغلقت الأبواب، وقالت هيت لك.
قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي.
وما كان لكامل نفس مثله أن يبتغي ما حرم عليه ربه.
ومسها من النفس ما مسّها، وظهر كبير الشياطين من خلفها يؤزها، وهو الغوي المبين.
فهمّت به احتضانا، وهمّ بها ضربا، وما كان له أن يهمّ بها رغبة.
وحين مد يده ليضربها ويصدّها عنه بالقوة، وهي تلقي نفسها عليه هياما، ظهر له برهان كان قد رآه في البئر قبل ذلك.
نفس الهالة النورانية، نفس الرجل يقول له: اهرب يا…
اختزل الزمن وكان كل ذلك في لحظات، رأى وتذكر الرجل وعرف برهان ربه.
فانطلق هاربا منها، واستبقا الباب، وقدّت قميصه من دبر.
كان الرجل الصالح الذي اشتراه قد رأى رؤيا أخرى، رأى أن الفتى المبارك سيسقط في بئر وأن عليه أن ينجده، وسعى إلى العزيز وسأله أين يكون، قال في بيتي، قال له لنسرع فإن هنالك أمر سيجدّ، وكان العزيز يعتقد في صلاحه، وكان على صلاح وتقوى هو الآخر، فانطلقا مسرعين حتى بلغا الباب، وكان من عظيم تقدير الله ومن بديع عمل الملائكة والرواحين المشرفين على الأمر أن يتوافق هروبه وفتحه للباب وهي خلفه مع وصولهما معا، فألفيا سيدها لدى الباب، وارتعبت، وارتعب كبير الشياطين لما شهد تجلي الحضرة، وفر مدبرا كعادته.
ولم يبق معها إلا نفسها الأمارة التي استمرت في غيها، ونطقت على لسانها وقالت مدافعة متآمرة بمكر: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم.
وهذا من الهوى حين يصير سفليا، فيؤذي المرء من يحب، ويسعى في هلاكه وقد كان قبل ذلك يريده، ولكنه ما أراده إلا أنانية من نفسه، أما الحب النوراني فهو أن يريد من يريد حبا فيمن يريد، وأن يطلب له النجاة والسلامة.
وقال: هي راودتني عن نفسي.
كان يتصبب عرقا من هول ما رآه والحال الذي اعتراه حين شاهد برهان ربه.
وكان نفس الرجل قد ظهر من خلف الرجلين وابتسم له ليسكن من روعه.
كان العزيز غاضبا، ولكنه كان رجل إيمان ومعرفة، وأدرك أن خلف الأمر ما خلفه.
ونطق الرجل الصالح بهدي من هاد يقف خلفه أرسله الله، ولم يكن سواي: لننظر إلى قميصه، إن كان قُدَّ من قُبل فقد صدق وهو من الكاذبين، وإن قُد من دبر فكذبت وهو من الصادقين.
وكان يعلم يقينا أن الفتى الذي اشتراه ورباه فترة بريء، وأنه من المختارين.
وكانت تنظر إليه باستغراب لأنه من أهلها، فكيف يشهد عليها.
وكان العزيز أيضا موقنا من براءة الفتى، فلما رأى قميصه قُدّ من دبر قال إنه من كيدكن العظيم، كيد المرأة حين تغلبها نفسها ويمسها الغوي ويسيطر عليها، لأن مشاعرها أشد اتقادا، ورغبتها أكثر اشتعالا.
إلا ما يكون من شأن الصالحات الورعات، والمنتجبات المختارات، والصديقات المؤمنات.
ثم ربت على كتفه وقال له: أعرض عن هذا.
ولم يسبها أو يضربها، بل قال لها بهدوء وحزن: استغفري لذنبك، إنك كنت من الخاطئين.
كان يعلم في قرارة نفسه أن ذلك الفتى سيكون عزيز مصر بعد انتقاله، وأن زوجته ستكون له أيضا.
وكان يدرك أن شغفها لشدة جماله مع حاله من تنسكه وأنه لا يقرب النساء، كل ذلك شديد عسير، لذلك لم يغلّب الغضب، ولم يبطش، بل اكتفى بطلب الإعراض منه والاستغفار منها.
وكانت خادم تنظر عن مقربة وقد رأت ما حدث، ثم أشاعته في المدينة كلها.
فقالت نسوة من نساء الوزراء والأكابر امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنها في الضلال المبين.
وكانت في حال الشغف الأعمى لا ترى ولا تسمع، ولم تستغفر لذنبها ولم تطق صبرا.
وكان يدعو ربه أن ينجيه من كيدها.
ثم حين سمعت بمكرهن أرسلت وأعدّت متكأ ومجلسا وآتت كل واحدة منهن سكينا وشيئا من الثمار ثم دعته أن يخرج إليهن وكانت أقسمت عليه وهي تصالحه أنه إن فعل ستكف أذاها عنه، ولكنها كذبت مرة أخرى.
حين رأينه قطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا، فقد رأين ملكا كريما يسعى بينهن.
وقالت حينها فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، وكشفت عن وجه نفسها الشيطانة، وهددته إما أن ينفذ ما تطلبه أو تسجنه وتعذبه، وظهرت أنانية حبها له، حب تملك واستلاب مرضي، كان حجابا يحجب عنها حبها الروحي القديم.
ثم صارت كل امرأة تسعى إليه بطريقتها، وكانت الخادمات في حال من الجذب أيضا، فتجلي الجمال الإلهي عليه كان قويا جذابا لا تقاومه النساء، إلا من ربط الله على قلبها وكانت من الصالحات.
امتحان الجمال استمر معه، وطلب السجن من ربه وقال أنه خير مما يدعونه إليه، وظهرت آيات وآيات، حتى قرر العزيز أن يسجنه بعد أن استشار الرجل الصالح حماية له حتى حين.
ثم مات العزيز، والجميل في السجن، وعجز الرجل الصالح عن مخاطبة أحد في الإفراج عنه، واستكبرت قريبته امرأة العزيز التي صغى قلبها وبغى عليها شيطانها وطغى فيها الهوى.
ومكث عامين في سجن وحده، مكان معتم موحش، ولكنه رأى برهان ربه مجددا، وعكف معلّم الأنبياء والأولياء يعلّمه علم التأويل، ويخبره عن حقيقة أصله، وعن سر أمره، وأن فرج الله قادم.
وكان شموس الربوبية تشرق في عتمة سجنه، كان أنس الله معه في تلك الوحشة، وهنالك رأى في الرؤيا جده الأواه، ورأى ما أراد له الله، وترقّى وتلقّى.
وبعد عامين دخل معه فتيان، في سجنه ذاك، وقص كل واحد منهما عليه رؤياه، وكان قد تعلم علم الرؤيا ضمن علم التأويل، وحدثهما عن الدين الحق، وأنه يقدر على إخبارهما بالطعام الذي سيرزقانه، وأن أحدهما سيقتل والآخر سيكون ساقيا، وطلب منه أن يذكره، فلم يذكره ونسي، ومكث بضع سنين أخر، حتى رأى الملك الرؤيا، ولم يجد من يفسرها له، فقال من ادكر بعد أمة أنا آتيكم بتأويله، ومضى إلى الجميل فأخبره فأجابه، ودعاه الملك فطلب حقا له وأن يسأل النسوة إذ قطعن أيديهن ما بالهن، وحين جمعهن انهارت جدران الغفلة ونزعت الغشاوة عنها بعد غي وقالت الآن حصحص الحق وما أبرء نفسي، ولم أخنه بالغيب بل انتظرته.
وكانت طيلة فترة سجنه تنتظره، وقد قال له زوجها وهو يحتضر: ليتك صبرت.
ولكن كبرياءها منعها من الاعتراف بالذنب وطلب العفو له ليخرج من سجنه.
سبع بقرات بسبع، وسبع سنبلات بسبع، رؤيا جعلته عزيز مصر.
ورؤيا تحققت، حين ضم إليه أخاه بعد أن أخفى في رحله صواع الملك، وحين عرّفهم نفسه فعرفوه وزلزلت نفوسهم، وحين جاء أبوه وقد رُدّ إليه بصره بسر في قميصه، مع إخوته الذين تابوا وخروا له جميعا سجدا على ركبة ونصف، سجود توقير يليق به، لا سجود عبادة لا يليق إلا بربه.
وكل ذلك من حكمة الله، ومن أمر الله، لعبر عظيمة كانت وأخرى تكون آية للسائلين عن خبر من سيحفر الآبار حين حسدوه لجماله وعظيم فعاله.
أطرق المعلم وصمت، وكان الفتية يودون لو أكمل سرد خبر النبي الجميل.
قال صالح لمريد وقد انفض المجلس وصعد المعلم إلى مغارته فوق القمة: لقد شهد على التاريخ كله، الرجل الذي لا ظل له، معلمنا.
أجابه مريد: منذ خمسة أعوام وهو يقص علينا القَصص لم أره ليلة بهذه المهابة ولا بهذا الحزن.
قال صالح: حين كنت ذلك المتنطع الأرعن، كان دعي المشيخة التيسان يقسم أن العزيز والملك كانا كافرين، وأن من قال لا أبرئ نفسي هو النبي لا المرأة، وأن ملَكا قال له: يوم هممت بها وحللت سراويلك.
انتفض مريد وهو يستغفر قائلا: ذلك دس الكائدين من فسدة أحفاد النبي الجميل، من سرى فيهم شر إخوته زمن غوايتهم، فقد دسوا في دين المحبوب الكثير، وأعانهم قوم جهلاء لا علم لهم، وتركوا الورثة الحقيقيين والمعلَّمين الربانيين.
كيف يكون كافرا من يقول: استغفري لذنبك. وهل يعرف الكفار الاستغفار.
وكيف يكون ملك كافر ووزير خزانته نبي؟
وكيف تقول إلا ما رحم ربي، إن ربي غفور رحيم، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين، أو تقول النسوة حاشا لله، هل يقول ذلك من لا يعرف الله.
وما كانوا مشركين ولكن كان الشرك ساريا لأقوام سبقوا بالحكم فتركوا ذلك في رعاع الناس، ثم استردوه بعد فترة فرجعوا بالناس لعبادة الحجارة، حتى حان موعد الكليم وظهر من دعا الناس لعبادة نفسه وقال لهم أنا ربكم الأعلى، وكان الغرق لزاما.