3 دقائق للقراءة
وُلدتَ
وكان البحث حثيثا عنك
بقدر عظيم سموِّكْ
لكن الباري أخفاك
بقصر عدوِّكْ
إذ تمشي أختك
تبكي جزعا أمُّكْ
تلقيك بيم لن يغرقك لأنه يمُّكْ
لتعود إليها
رضيعا في كف التسليم
وليس الأمر يهمُّكْ
وسيصنعك على عينه
يلقي عليك محبته
وسيُكفى همُّكْ
لتكبر في قلب آسية بحب تضمّكْ
ستقتل من لم ترد قتله
بوكزة يمناكْ
ويأتيك أقصى المدينة
أسرع فذاك الطريق هناك
وإلا ستقتل
فاتبع خطاك
فخلفك مكر الشياطين
خلفك حتف الهلاك
وبعد المسير الطويل
وعسف المشقة
يبدو لعينيك نور الملاك
فتاتان في كبد تذودان
يأخذك العطف، نفح الشهامة
تُبدي قُواكْ
تسقي على دهشة من رُعاءْ
وتشكر من قد حباكْ
تمضي إلى الظل
تأتي الحييَّةُ نحوك
هذا أبي قد دعاكْ
ستصبح زوجا لبنت النبي
الذي في انتظارك منذ سنين
وينساب دمعه لما رآكْ
نجوت من الظالمين
فكن راعيا للشياه
وكن ساقيا للمياه
وخذ ذي عصاكْ
تهش بها عن غنيماتك البيض والسود
ذئبا حقودا عصاك
والسر قلبك والنفس
والسر أنت
وإن كنت لست تراه
فسرك دوما يراكْ
لعشر سترعى
حتى اكتمال العدد
وتسري بأهلك ليلا
ويهجم ذاك البرَدْ
وتبصر نارا فتمضي
تبحث عن قبس من مدد
لكن وجدت الذي أوجدكْ
وكم من الضر قد أنجدكْ
وما خاب من قد وجدْ
اخلع نعليك فهذى طُوى
ونور طَوَى
للوهادْ
وألقِ العصا
وامضِ إلى من عصى
وخرب بالشر تلك البلاد
لتضرب وجه الجهالة
تهدي قلوب العبادْ
ذي تسع آيات
وكفك بيضاء من غير سوء
سيمكر مكره
يظهر كفره
فقد خُتم القلب قبل النشوء
وأنت كطود الجبال
وهارون مبتسم في هدوء
ليركب على الكفر شيطانه
ليوقد على الطين هامانه
سيعلم عما قريب
لأي مصير يبوء
ضحى يوم زينتهم
سيأتيك سُحّاره يهرعون
يلقون حبالهم والعصي
بشيء من الوهم حتى تراها أفاع
فتلقف أفعاك ما يأفكون
فما فعلوا كيد سحر
ولا يفلح الساحرون
سيسجد من قد أتى للتحدي
ويأخذ فرعون حال التردي
يهتف في سورة من جنونْ
بل هو كبيركم الذي تتبعونْ
غدا تُصلبونْ
وهم يذرفون الدموع
بفرط الخشوع
إنّا إلى ربنا راجعونْ
ستأتي بآياتك التسع
وتبصر كم يكذبونْ
حتى يحين الأوان
ولليل ما تكتمونْ
فأسر بقومك يا ذا الكليم
بجنح السكونْ
سيصغي الزمان لكي يسمعك
أخوك الذي قد مُنحت نبيا سيمشي
وتمشي جيوش السماء معك
وقومك لا يعلمونْ
ينادون إذ حوصروا بالجيوش
يا ويلنا إننا مُدرَكونْ
ولا يُدرِكونْ
فاضرب البحر حتى يروا آية
على الله هينة
بكن كي يكون
سينشق بحر
وهم ينظرون
ويدخل فرعون بوابة من مياهْ
أتدّعي أنك أنت الإلهْ
لك الناس من هيبة يسجدونْ
فاغرق إذاً مثل بعض الحصى
لتعلم من رب ذاك الذي قد أتاك بسر العصا
وكل عظيم أمام العظيم يهونْ
ها قومك الآن
من بطش فرعون
من جند هامان
هم آمنونْ
وذا المنُّ رزق
وسلوى لها يأكلونْ
ونبع تفجر من صخرة
فهل يؤمنون
يكلمك الله
عند بلوغ الأجلْ
وبالعجل هم يُفتنونْ
وترجع في سورة الغضب المر
يشهدك المرسلونْ
تلقي الألواح
تأخذْ بلحية هارونْ
وتسأل: ما خطبك يا سامريّ
ومن عبدوا العجل لا يعقلونْ
ويظهر من شرهم ما لم تكن تدركه
فرعون أنفسهم قد غوى
ونور الهداية لا يدركه
وهم للهوى يعبدونْ
وعما قريب سيأتيك قارون في ماله
وتُخسفْ به الأرض
يرتجف المرجفونْ
وفي باب حطة تسلك وحدكْ
وهم قائلونْ
اذهب وربك
ها هنا إننا قاعدونْ
فلتضرب الصخر حتى تفيض العيونْ
ولينزل المنُّ
لن يؤمنوا بالذي قد حباهم
ولا يقنَعونْ
صم وبكم وعمي
فلا يرجعونْ
تقول أيا رب
ليس لي إلا أنا وأخي
وفي التيه من خلفنا الفاسقونْ
ويوشع يبكي على ربوة
كصاحب نونْ
معا تمضيان إلى أخضر ليس تطويه كف المنونْ
سيخرق تلك السفينة
يقتل ذاك الغلام
يقيم الجدارْ
وما كنت تملك أي اصطبارْ
ولست لتعرف قبل انكشاف الحقائق
أن الذي كان منه اختبار
فذي حكمة لا تراها
وكأس بسر تُدار
هم القوم قومك
لكنهم لا يحبون ضوء النهارْ
ويأتيك في مقلة الاغتراب نداء الخلود
وتنفضهم كالغبارْ
وها أنت من بعد دهر تراهم
ضلال خطاهم
وإفكٌ وسفك ونارْ
وحيث يحلّون حلّ الخراب
وأنى يجيئون جاء الدّمارْ
سوى قلة من رجال
على قلة من نساء
يريدون نهجك حقا
فلست لديهم تُساء
ولكن صهيون يكره وجهك
يكره سرك
ربك
يكره بشراك من قبل
يكره أهل الكساء
وأنت تسافر في غيهب الغيب
تبصر أرضا يبوسا
ووقتا مقيتا عبوسا
انظر إلى محكم الوعد
من بعد ليل طويل
سيُبدي شموسا
ويهدي إلى القدس بشرى النبي الأخير
يهدي سلاما إليك
سلاما لعينيك
موسى
تونس العاصمة
28/03/2018 18:02
تمت مراجعتها وتعديلها في سوسة
بتاريخ 05-10-2023 20:49:35