2 دقائق للقراءة
أود ان اعترف بأمر: أنا مدين جدا للملاحدة، لداروين وفرويد، دوكنز وهوكينغ، وتايسون، لكتاباتهم وافكارهم ونظرياتهم، وعجرفتهم الالحادية ونزعتهم المادية المتوحشة.
لقد قرأت لهم كثيرا، وتابعت الكثير من محاضرات دوكنز، وبرامج وحوارات نيل ديكراس تايسون وستيفن هوكنغ، وقد كان الاخراج مبهرا عن طبيعة الكون واتساعه وعظمته، وعن الاكوان المتوازية.
وعندما بدات كتابة كتابي: “الالحاد بين الحقيقة والوهم”، تعمقت اكثر في افكارهم، وكم كان رهيبا ما اكتشفته، ومخيفا أيضا، لقد اثبتوا لي بالبراهين القاطعة والحجج الدامغة “عظمة الله”، وساقوا الأدلة على وجوده، وإن كان قصدهم الذي سعوا فيه سعيهم وتنادوا إليه وعزموا عليه عكس ذلك.
عندما تقرأ بفهم علمي وفلسفي عميق ومجرد ما كتبه وقاله الملاحدة (فلاسفة، علماء نفس، بيولوجيون، فيزيائيون وعلماء طبيعة) وترى كيف تنهار قواهم الضئيلة امام عظمة آيات الله في كل شيء، وتتمزق اشرعة مراكبهم في بحر العزة الالهية، فيكتمون حيرتهم وحسرتهم ويتمادون في جحودهم، يتبعهم كل مريض نفس وقلب ومختل منهج، ويصفعهم العلم بما يكتشف كن قواطع البراهين على وجود خالق، بشهادة علماء كبار كانشتاين (كما تجد في كتابي)، عندما تقرأ وترى وتتبين وتتدبر بهدوء، فإنك ستقف مندهشا امام تلك العظمة الالهية الرحيمة والحكيمة.
لقد حفز الملاحدة ايماني اكثر، وان كنت قرات لهم بغضب المؤمن وغيرته في البداية، ثم فهمت ان وجودهم لحكمة كما كان وجود فرعون وهامان من قبل، وان المؤمن الحق لا يزيده كلامهم بعد البحث العميق الا رسوخا وثباتا.
ليس الايمان مجرد معطى قلبي فقط، بل له سبل عقلية ايضا، إنه العلم بالله الذي يرسخ الايمان بالله، وتلك دعوة الله لنبيه والمؤمنين: فاعلم انه لا إله إلا الله.
تلك دعوة للعلماء واهل العلم الشرعي لتعميق الفهم وتطوير الخطاب، فمجرد شتم الملاحدة لا يزيدهم الا اتباعا، بل يمكن دحض كل حجة يقدمونها باي علم قدموها بها، وبذات العلم ايضا.