الكتاب السادس ضمن سلسلة المشكاة هو كتاب التحصين. والتحصين بالأدعية والأذكار، وبالاستغفار والتوسل أمر مهم للإنسان ليكون ذلك له حفاظة ووقاية. وفي القرآن العظيم وسنة النبي الكريم الكثير من الأدعية والتحصينات وأنوار وأسرار الحفظ الكامل والعناية والوقاية.
وفي هذا الكتاب شذرات من ذلك نسأل الله بها القبول. وقد جربناها إذ دعونا به منذ سنين وإذ ندعو به بعد.
وهذه مقدمة الكتاب، وهو لأحباب الله ورسوله هدية خالصة.
﴿فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ﴾[1]
الحمد لله الذي جعل ذكره للمؤمنين طمأنينة وحصنا، ووجعل التحصين في شجرة الذكر فرعا وغصنا. وأعاذ عباده من شر عبيده. وعلّم نبيه من التحصين والاستعاذة ما فيه خير للفارين إليه والمستجيرين به من شر ما خلق. وجعل الاستغفار باب لواذ وتحصين، وجعل في كتابه من آيات الحفاظة ما فيه خير ونفع يقين.
وبعد: فهذا كتاب في فنون من التحصين والاستعاذة والاستغفار، جربّتها ورأيت نفعها. وألهمنيها الله سنين عددا. وهي للمتوسّمين هدية بعد أن استفتحنا بخير فتح وطرقنا الباب بخير طرق: باب الصلاة على الحبيب ثم حمد الله وتسبيحه ومناجاته والتوسل إليه بأهل الوسيلة لديه. فيكون التحصين ثمرة رحمانية وحفظا من الله سبحانه إذ هو الحافظ وهو الحفيظ وهو خير الحافظين.
وفي الكتاب خير وبركة مما شهدنا عليه لا مما كتبناه لمحض التنظير دون التحقق من برهان السميع البصير اللطيف الخبير.
فالحمد لله ذي الفضل والإنعام الكبير.
وكتب
أبو علي مازن بن الطاهر بن علي الحسني الحسيني الشريف
سوسة 23-06-2020
[1] يوسف الآية 64